ثريا شاهين

 تكتسب زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لواشنطن هذا الإسبوع، أهمية خاصة، نظراً إلى عمق العلاقات اللبنانية - الأميركية، والاهتمام الخاص الذي توليه الإدارات الأميركية المتعاقبة للوضع اللبناني وتفاصيله في شتى المراحل والإستحقاقات.

ثم الرغبة التي يبديها الرئيس الحريري من خلال الزيارة في شرح وجهة نظر لبنان في القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، والإستماع إلى رأي الإدارة الأميركية حيالها. فالرئيس الأميركي كان قد عقد إجتماعاً مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في ٧ تموز الجاري في هامبورغ، والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في ١٣ الجاري أيضاً. 

وأهمية الزيارة تقع تحديداً في توقيتها، حيث تقوم الإدارة الأميركية الحالية برئاسة الرئيس دونالد ترامب بوضع استراتيجيتها الخارجية، الأمر الذي يتيح له وضع لبنان على خارطة الإهتمام الأميركي، وإستكشاف السياسات الأميركية الجديدة واتجاهاتها لا سيما حول المنطقة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع على العلاقات اللبنانية - الأميركية. ومن المعروف أن المشاكل في المنطقة، واللهيب الذي يلف الوضعين السوري والعراقي يضغط على المنطقة بكاملها. لكن الولايات المتحدة ستعبر، بحسب المصادر، على لسان مسؤوليها، ولا سيما الرئيس ترامب، عن الإرتياح الإستقرار الذي يشهده لبنان في كل المجالات السياسي والأمني والنقدي. إذ بحسب المصادر، على الرغم من الإنقسام الداخلي وتأثره بالإنقسام في المنطقة، فإن لبنان حافظ على الإستقرار. ولبنان بالنسبة إلى واشنطن بات ساحة الأمان الوحيدة في المنطقة. فضلاً عن أن لبنان يقوم بإنجازات في مجال مكافحة الإرهاب. ومن الطبيعي أن يكون الأميركيون مهتمون بدعم الإستقرار ويهم واشنطن الإستقرار ليس فقط الأمني، بل الإقتصادي والمالي. والذي يشكل جزءاً من الأمني. ما يستدعي حماية لبنان واقتصاده من اية تداعيات.

وأهمية الزيارة، هي في السعي إلى تمتين العلاقات الثنائية، وفقاً للمصادر، وهي ضرورية ومفيدة في مثل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم. وسيعرض الحريري القضايا التي تهم لبنان، لا سيما دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وسيطالب برفع مستوى التسليح نسبة إلى المخاطر التي يواجهها الجيش والقوى الأمنية في محاربة الإرهاب. ويذكر أن القيمة السنوية التي تخصص للجيش كتجهيزات من الولايات المتحدة تبلغ نحو ١٧٥مليون دولار. وكل يوم تقوم القوى الأمنية بالتصدي للإرهاب، الأمر الذي يحتّم زيادة المساعدة.

كما سيبحث مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المساعدة للبنى التحتية، في ظل تحمل لبنان وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري على اراضيه، وسيحظى بأهمية تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في هذا المجال. وسيكون موضوع اللاجئين محور بحث أيضاً مع الرئيس ترامب.

ولمجرد حصول الزيارة، يتكرس لبنان على سلم أولويات إدارة ترامب. ولبنان ملتزم القرار ١٧٠١ الذي يهم الإدارة كونه يوفر السلم على الحدود الجنوبية، فضلاً عن الإستقرار والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الإستقرار اللبناني القائم. ولبنان يتعاون مع الشركاء الدوليين بما فيهم الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وعلى المستوى الأمني. ويتعاون مع كل الدول الصديقة التي تستطيع أن تفيد لبنان في هذا المجال، خصوصاً وأن مكافحة الإرهاب أولوية دولية، وهي تمثل معركة، ولبنان رأس حربة فيها في المنطقة.

وتفيد المصدر، أن الموقف الأميركي من الوضع اللبناني يتركز حول: 

- الإستمرار في التشجيع على الإستقرار ورفض كل ما يؤثر على ذلك من ظروف إقليمية محيطة.

- الإرتياح لصدور قانون جديد للإنتخابات النيابية، بحيث يكون التمديد الذي حصل للمجلس النيابي له ما يبرره. وأهمية الإنتخابات من أجل صون الديمقراطية والحفاظ عليها.

- الإرتياح لاستضافة لبنان النازحين السوريين ما يخفف العبء عن الغرب، مع الإهتمام بمساعدة لبنان في ايوائهم.

- تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

- إبعاد الإقتصاد اللبناني عن اية انعكاسات لاجراءات أو عقوبات قد تتخذ بحق جهات لبنانية.