دراسة بمناسبة مرور شهرين على الأزمة مع قطر تظهر أنّ غالبية الأميركيين يدركون إن اتهام الدوحة بدعم الإرهاب هو السبب الرئيسي وراءها.

٦٩٪ لا يعلمون إن كان يجب الإبقاء على القاعدة العسكرية الأميركية في العُديد، أو ترى أنه لا بد من نقلها إلى مكان آخر.

غالبية من لديهم رأي حول قناة "الجزيرة" يرون أنها تمنح منصة للتنظيمات الإرهابية

جدة ٥ أغسطس ٢٠١٧:

لا تزيد نسبة الأميركيين الذين يعتبرون دولة قطر حليفة للولايات المتحدة عن ٢٧ في المائة فقط، وترتبط الدوحة في أذهان الكثير من الأميركيين باتهامات تمويل الإرهاب. هذا بحسب دراسة حديثة أعدتها صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة بالإنكليزية بالتعاون مع شركة "يوغوف" YouGov الدولية المتخصصة في أبحاث استطلاع الرأي.

ووجد المسح، الذي أعد خلال شهر يوليو وشمل ٢٢٦٣ أميركيا مقيما في الولايات المتحدة، أن ٣١ في المائة من الأميركيين يعتبرون قطر دولة عدوة لبلادهم، فيما أبدى ٤٣ في المائة عدم دراية كافية أو جهلا حول طبيعة العلاقة.

وقد نشرت الدراسة بالتزامن مع مرور شهرين على بداية الأزمة بين قطر من جهة، والدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب – السعودية والإمارات والبحرين ومصر - من جهة ثانية. ووجد المسح أن ٧١ في المائة من الأميركيين هم على دراية – بنسب متفاوتة – بهذه الأزمة الدبلوماسية.

كما وجد المسح بأن غالبية من هم على دراية بالأزمة لديهم فهم جيد لأسبابها، حيث أجاب ٦٧٪ بشكل صحيح على أن السبب الرئيسي وراءها هو اتهام قطر بدعم الجماعات الإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها.

من جهته، علق رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" الإعلامي فيصل عباس قائلا: "بعد مرور شهرين على الأزمة، ونظرا لاهتمام الحكومة الأميركية بالتوسط لحلها، رأينا أنه من المهم معرفة رأي المواطنين الأميركيين في هذه القضية".

أما ستيفان شيكسبير، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "يوغوف" للأبحاث، فقال: "لا يوصف الشعب الأميركي عادة بأنه ذو اهتمام عال بالقضايا الدولية، وإنما العكس تماما. إلا أن هذه الدراسة تثبت أن التوتر الحالي بين قطر وجيرانها ينال نصيبا لا يستهان به من الاهتمام".

وقد سعى الاستطلاع كذلك لمعرفة انطباع الرأي العام حول القاعدة العسكرية الأميركية الموجودة حاليا في قطر. وعلى الرغم من أن قاعدة العُديد تستضيف أكثر من ١١ آلاف جندي أميركي، فإنّ ٤٩ في المائة من الأميركيين غير متأكدين حاليا إذا ما كان من الأفضل بقاء تلك القاعدة هناك، و٢٠ في المائة مقتنعين بأنه لا بد من نقلها إلى دولة أخرى. هذا في حين رأى ٣١ في المائة فقط إن القاعدة العسكرية يجب أن تظل في العُديد.

وفيما يتعلق بقناة "الجزيرة" القطرية، والتي اعترضت عليها الدول الأربعة وكانت إحدى المطالب السابقة إغلاقها بسبب إصرارها على بث إرهابي، فقد وجدت الدراسة أن أكثر من ٦ من بين كل ١٠ أميركيين هم على دراية بهذه القناة. ورأى واحد من بين كل أربعة بأن للقناة تأثيرا سلبيا على صورة الولايات المتحدة في الخارج.

أما فيما يتعلق بكونها منصة لبث محتوى التنظيمات الإرهابية المرتبطة بأسامة بن لادن، فقد وافقت الأغلبية (٤٤ في المائة) على هذا الوصف، في حين اعترض عليه ١٨ في المائة فقط وأبدى ٣٨ في المائة حيرتهم حول الموضوع.

كان لافتا كذلك استطلاع انطباعات الأميركيين حول قطر بشكل عام. ففي حين أبدى ٥٠ في المائة عدم دراية كافية بهذه الدولة، فقد كان الانطباع الأكثر سيادة (بنسبة ٣٤ في المائة) بين من لديهم دراية بأن الدوحة ترتبط بدعم الجماعات الإرهابية، مقارنة بـ ١٦ في المائة فقط ربطت بينها وبين كأس العالم ٢٠٢٢.

وحول هذا الأمر يعلق رئيس تحرير "عرب نيوز" قائلا: "من المثير للاهتمام أنه على الرغم من المليارات التي تنفقها قطر على مبادرات القوة الناعمة، مثل التعليم والعمل الخيري ورعاية البطولات الرياضية العالمية، فإن ارتباطها بأذهان الأميركيين لا يزال متعلقا بصلاتها بالتنظيمات الإرهابية أكثر من أي أمر آخر." 

"عرب نيوز/يوغوف"