زاهي حواس

 ما زال الفريق المصري الياباني الفرنسي المشترك يعمل إلى الآن داخل هرم الملك خوفو بالجيزة؛ وذلك لمحاولة الكشف عن أسرار الهرم، ولكن هذه المرة عندما تولى الدكتور خالد العناني وزارة الآثار، وهو من العلماء المميزين الذين يعرفون قيمة العلماء، ولذلك فقد شكل لجنة علمية برئاسة وعضوية ثلاثة علماء من ألمانيا وأميركا والتشيك.

وحضرنا اجتماعاً علمياً عرض فيه الفريق العلمي علينا تقريراً عن استخدام تقنيتي أشعة الميون، والمسح الحراري بالأشعة تحت الحمراء، وأعلنوا عن وجود نتوءين ربما (حسب ظنهم) تكون مساحات فارغة بالهرم الأكبر، أحدهما خلف أحجار الجمالون الغربي أعلى فتحة الممر المنحدر، والثاني خلف التجويف الموجود بالزاوية الشمالية الشرقية للهرم وذلك بالمدماك رقم (104) من أرضية الهرم... ولم يستطع الفريق أن يحدد لنا مساحة وشكل النتوء، وكذلك موقع النتوء، الأول الواقع خلف الجمالون أعلى الممر المنحدر، ويعتقدون أن النتوء هو عبارة عن ممر أفقي ويستندون في استدلالهم بنسبة كبيرة على الغرض من عمل «جمالونات» وتعمد المهندس المصري القديم تنفيذها... ولذلك طلبنا من أعضاء الفريق أن يوضحوا لنا أولاً الغرض من مشروع استكشاف الأهرامات، وكيف أنه يجب عليهم أولاً معرفة الطراز البنائي للأهرامات، ولا يكون غرض البحث فقط هو العثور على حجرات خفية! لذلك طلبت وجود قاعدة بيانات أساسية للبناء الحجري الداخلي للهرم، التي يرى من خلالها وجود الفراغات، وأوصت اللجنة في النهاية بتطبيق تقنيات المسح على الركن الجنوبي الغربي امتداداً من القاعدة وحتى ارتفاع وعمق بعشرات الأمتار، وذلك لبحث عدد الفراغات الموجودة في جزء محايد أو نسبي من تكوين الهرم... ولذلك يجب أن نعرف أن التركيب الداخلي لهرم خوفو يختلف عن أحجار التكسية الخاصة، فلا يوجد حجر داخلي بالهرم ذو أبعاد منتظمة في الحجم والشكل، فالفجوات الكبيرة موجودة بين الكتل الحجرية، وقد يكون الفنانون القدماء قد أوجدوا فتحات وفجوات أكبر عن مقصد معماري، ولتفسير أهمية وجود النتوءات بشكل دقيق، فعلى فريق المشروع معرفة عدد النتوءات الموجودة في مجموعة عشوائية (عينة) من مناطق داخل الهرم..
وقد نبه على علماء المشروع المراجعين له بضرورة موافقة وزارة الآثار قبل أي إعلان أو بيان إعلامي أو فيديو أو فيلم عن المشروع ونتائجه لأي من وسائل الإعلام والتلفزيون وعلى شبكة الإنترنت... وخصوصاً لأن الفريق قد أعلن في كل مكان عن وجود حجرات سرية داخل الهرم... بل وجدنا أن فريق العمل قام بعرض فيديو عن آخر النتائج الخاصة بالمشروع، ويشير الفيديو إلى وجود ممر غير معلوم خلف الجمالون أعلى الممر المنحدر، وهذا يعد فرضية واضحة وحتى هذه اللحظة لا يمكن لفريق المشروع تعريف شكل النتوء وحجمه، وكذلك الموقع المحدد له، وعلى ذلك فإن إصدار هذا الفيديو في هذه المرحلة من الفحص والدراسة يعد تضليلاً للرأي العام العالمي، وقد طلبت اللجنة العلمية من فريق العمل حذف هذه الفيديوهات من على الإنترنت، وخصوصاً لأنها تظهر أن الهدف من المشروع هو إيجاد ممرات وحجرات غير معروفة داخل الهرم؛ وهذا غير صحيح. بدأ الفريق الياباني المصري الفرنسي بالعمل داخل الهرم منذ نحو ستة أشهر، وذلك لمعرفة شكل هذه الفراغات ومساحاتها، وذلك لتحديد هوية الفراغ، وسوف نجتمع لمناقشة ما تم كشفه خلال الأيام القليلة المقبلة... لم يعثر على حجرات سرية داخل الهرم حتى الآن.