صلاح العتيقي 

يقال، والعهدة على الراوي، إن هناك في الولايات المتحدة خرائط جديدة تُعلق، وُتنزع خرائط قديمة تخص وطننا العربي بالمقام الأول، وبعض الدول الأخرى. هذه التغييرات، إن صحت، (وأرجو ألا تكون كذلك)، تحتاج في تنفيذها إلى رجال آخرين، أو بمعنى أصح رجال جبارين من طراز آخر يستطيعون إبعاد النفوذ الروسي والصيني والفرنسي والإنكليزي عن المنطقة، لتكون السيادة في العالم للقطب الواحد، وليبدأ عصر الإمبراطورية الأميركية الجديدة.
وخير دليل على ذلك هو أنه في خطاب تنصيبه، قال الرجل الأول «لنجعل أميركا دولة عظيمة». كما شدد على كلمة «أميركا أولاً». وبهذه الروح القومية الشديدة الوضوح، استطاع الفوز بالانتخابات الماضية. لذلك، لكي نفهم الرجل وتوجهاته، لا بد أن نعرف شيئاً عن اختياراته للمناصب القيادية. باعتقادي أن هذه الخيارات لا بد أن تدل على شيء ما، والملاحظ أنه قد اختار من قد يكون على شاكلته، تصميماً وقوة، رجالاً ليس لطموحهم سقف يقفون عنده، والآن لنستعرض هذه الأسماء.
أولاً، وزير الدفاع ماتيس والملقب بالكلب المسعور بسبب قوته وشجاعته وتهوره في بعض الأحيان ومعارضته للاتفاق مع إيران التي يصفها براعية جميع الشرور في المنطقة، كما أن تاريخه الطويل في الخدمة العسكرية يؤهله لمعرفة الكثير، وله تاريخ مشرف معنا، حيث قاد كتيبة كبيرة عام 1991 لتحرير الكويت، كما لعب دوراً في غزو العراق 2003، وكان قائداً لقوات حلف الناتو في فترة ما، محباً للقراءة ولا يفارق الكتاب يده، وحين سُئل عن ذلك قال «لكي تهزم عدوك، لابد أن تعرف عنه كل شيء».
ثانياً، ريكس تيلرسون وزير الخارجية، كان رئيساً سابقاً لشركة إكسون موبيل، أكبر شركة نفط في العالم. رجل يقف موقفاً صريحاً من الإرهاب ومن يقف وراءه، وصفه ترامب بأنه من أبرع من يعقد الصفقات في العالم، همه الأول تعزيز الأمن القومي لأميركا، وفِي، هذا هو ورئيسه يمثلان الحلم الأميركي.
ثالثاً، بومبيدو (مدير سي آي أيه) ضابط سابق، كان له دور كبير في التحقيق بقضية الهجوم على القنصلية الأميركية في ليبيا، لاقى ترشيحه ترحيباً كبيراً من الكونغرس، حيث إن له معرفة كبيرة بقضايا الاستخبارات، وهو معارض شرس للاتفاق النووي مع إيران. ويصفها بأنها من أكبر الداعمين للإرهاب، ويُعتبر من أكبر مؤيدي استخدام القوة في التحقيقات، وطالب بإعدام المتسبب في إذاعة وثائق ويكيليكس.
رابعاً، جاويد كوشنر أشهر رجال ترامب، لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره، وهو صهر الرئيس، ينحدر من عائلة يهودية، درس في هارفارد. ورث ثروة كبيرة من عائلته، وتزوج ابنته إيفانكا. أسند إليه الرئيس مهاماً كبيرة، كملف الشرق الأوسط، وكان الوسيط بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال الانتخابات الرئاسية، وله علاقة كبيرة ببعض الدول العربية، وقد اجتمع مع ولي ولي العهد السعودي، ويعتبر من أقوى الشخصيات في البيت الأبيض الآن.
خامساً، دينا باول نائبة المستشار القومي في البيت الأبيض، كانت مساعدة لوزير الخارجية لشؤون التعليم والثقافة في الإدارة السابقة، متحدثة لبقة، تجيد اللغة العربية، لأنها من أصول مصرية، تحضر معظم اجتماعات الرئيس، وكانت معه في اجتماع ولي ولي العهد السعودي الأخير. كانت تعمل بشركة غولدمان ساكس العملاقة، وهي الآن مستشارة لابنة ترامب إيفانكا بجانب أعمالها السابقة.
نستنتج أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، أرجو ألا تكون على حسابنا.