سعود محمد العصفور 

بكت لك القلوب حباً وحسرة
وفرحت بفنك جمعاً ومسَّــرة

بكته الكويت بأسرها، شغل الكبير والصغير، فقده الجميع بحرقة، وجاء خبر وفاته صاعقاً على قلوب أهل الفن، فعبروا عن ذلك بالدموع، وأحر التعازي بصوت واحد وقلب واحد، عرفوا فضله وإخلاصه وإبداعه، فحق له من تكريم.
يرحل الكبير، كما يرحل الصغير، وإن كان الكبير تبقى ذكراه عاطرة في نفوس من عرفه وجعل له هذه المكانة العالية. ماذا عسانا أن نقول عن راحل نشأنا صغاراً، وكبرنا شباباً، ورجالاً، ونحن لا نفارق صوته وصورته، وعبارته في كل عمل فني تتردد في أذهاننا جميعاً، ليس في الكويت فحسب بل في محيطنا الخليجي، وفي وطننا العربي.
عبدالحسين سفير الفن الكويتي الأول، رافقه وزامله من ثلة أعلام الفنانين القدامى أمثال عبدالعزيز المسعود، وسعد الفرج وغانم الصالح، وعلي المفيدي، وإبراهيم الصلال، وعبدالعزيز النمش، وغيرهم، ومن الإناث سعاد عبدالله وحياة الفهد وعايشة إبراهيم إبراهيم ومريم الصالح وغيرهن. وليعذرنا البقية لا تنقيصاً لقدرهم، فكلهم وهؤلاء أعلام الفن الكويتي.
«الكويت وبس، الكويت وبس»، هي عبارة أجمل من كل تعبير، قالها عبدالحسين عبدالرضا في لقاء تلفزيوني، في حرقة قلب، وجميل إحساس وطني، تجمع كل مكونات الشعب الكويتي بكل طوائفه.
«بو عليوي» و«أم عليوي»، يعرفهما القاصي والداني، هما في ذاكرة الأيام نقشاً في حجر صلد لا يكسر. عرفهما الراحلون من رجلات ونساء الكويت، وتربت الأجيال على مسلسلات ومسرحيات هادفة لهما تخللتها الكوميدية الساخرة وحاكت تلك الأعمال واقع المجتمع الكويتي بكل أطيافه.
«بو عدنان» هكذا الكنية الحقيقية التي يعرفها الأقارب والأصدقاء وزملاء الفن، شخصية محببة للقلوب، تؤلف ولا تفرق، تجمع بين كل مختلف تحت سقف الوطنية الحقة، والفن الأصيل الذي شهد به أصحاب الاختصاص في الوطن العربي بأسره. شخصية أسرت الجميع برخيم الصوت، ونبرات عبرت عن فكر واضح حتى لو خرج عن النص المكتوب.
يبقى عبدالحسين عبدالرضا سفير الفن الكويتي الأصيل منذ نشأته، ورمزاً للعطاء لوطن نحبه جميعاً، ونرجو له الخير والتقدم في كل مضمار.
رحم الله عبدالحسين عبدالرضا، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأهل الفن الأصيل قاطبة الصبر الجميل والسلوان.