زيد الحلي

يصرُ على البقاء شامخاً، غير آبه بالحسرات التي يطلقها بعضهم عندما يرمقونه بالنظرات … لم نعتد منه على هذا الشموخ والكبرياء .. فهو كان مثالاً للتواضع والعطاء، لكنه انكر واقعه بقوة وقسوة، وكأنه غير الذي نعرفه عنه …. لقد انتظر الناس ان يعود الى عهده ورشده، غير ان الانتظار طال، فأزداد مع الاسف، شراسة وتأنفاً وتكبراً .. ولم يعر اهمية لماضيه، وكأنه خلق للتو ونزل من كوكب آخر!

تالله لولم يكن حبيباً الى قلوب العراقيين، لأصبح (شموخه) قشة و(كبرياؤه) نفخة كاذبة … فغروره، اصبح محل تندر الناس، وغدا المثل يضرب به على كونه من ذوي الانوف العالية التي لا تقيم وزناً لمن يحبه، ونحمد الله ان تعاليه هو وقتي، وإلاّ كان يشغل الكثير من تفكيرنا!

لقد استمر (التمر) رغم تجاوز حرارة الجو الخمسين واكثر، في هذا الموسم يتبختر على قمة هرم الاسعار التصاعدي، وبقي بعيدا عن موائد البيوت في بغداد والمحافظات..

ان هذه المادة، الاكثر شعبية، لدى العوائل العراقية بحاجة الى من يوقف زحف ارتفاع اسعارها، فليس من المعقول والمقبول ان يأتي موسم التمور وينتهي من دون ان تدخل هذه الثمرة آلاف البيوت التي ترغب بتناول التمر بسبب ثمنه غير الطبيعي.

اعرفُ ان الفلاحين، واصاحب البستانين، ليسوا سببا في هذا الغلاء .. بل ان المحصول يخرج منهم، بأسعار معتدلة، ومقبولة جدا، غير ان ارتفاع اسعار وسائط النقل التي تتكفل بإيصال التمور الى العلاوي المتخصصة ببيع المحاصيل الزراعية، تشكل هذا الغلاء الذي تحدثنا عنه ..

اتمنى على الجهات الزراعية الانتباه الى هذا الواقع، رحمة بجهد الفلاح واسرته، وبالعوائل العراقية التي لا تقوى على شراء التمور وهي في عز موسمها، حيث لا زال ثمن الكيلو يزيد على الفي دينار، وهذا مبلغ باهظ على العوائل الفقيرة، ومتوسطة الحال..

 ومعذرة لعمتنا النخلة..!