الرياض: سليمان العنزي 

 

في وقت تواصل فيه المخابرات القطرية أساليبها ومؤامراتها التي تعلمتها من تعاونها الوثيق مع الموساد الإسرائيلي، وابتزازها لكثير من رجال الدولة والمجتمع والإعلام في قطر والعالم العربي، انتقلت مؤخرا إلى توجيه بوصلتها إلى العالم الافتراضي ومواقع التواصل، إذ كشف المستشار في الديوان الملك سعود القحطاني، أسلوبا جديدا من الأساليب التي تمارسها المخابرات القطرية، مؤكدا أن محامي حقوق الإنسان ووزير العدل القطري السابق، الدكتور نجيب النعيمي، لايزال تحت الإقامة الجبرية، وأن الحساب المنسوب إليه مزور، وأن الهدف استدراج القطريين المعارضين ثم إجباره على النفي. وتنضم تلك الحيلة إلى سلسلة من الحيل والمؤامرات التي أدمنت عليها مخابرات الدوحة، حيث كشف ضباط سابقون في المخابرات القطرية، عن أساليب شيطانية ومؤامرات دنيئة ومنحطة، يتم حبكها بقصد الإطاحة بمن يعارض سلطة «تنظيم الحمدين»، حتى لو استدعى الأمر إلى التعاون الوثيق مع الموساد الإسرائيلي.

خلية سرية 
أكد ضابط مخابرات قطري سابق، أن المخابرات القطرية شكلت قبل عدة سنوات خلية سرية مكونة من مجموعة من الفتيات والشباب ممن يتمتعون بوسامة لافته، وتختص تلك الخلية بالإطاحة بالشخصيات السياسية والإعلامية المؤثرة، إضافة إلى أعيان المجتمعات سواء من الأسر الحاكمة أو شيوخ القبائل ورجال الأعمال، «من الجنسين»، وتوثيق مواقف غير لائقة لهم بهدف ابتزازهم وضمان مواقفهم.
وكان المعارض القطري وضابط المخابرات السابق علي الدهنيم، قد أكد في مقابلات سابقة، نفس المعلومات، حيث كشف عن بعض الممارسات السرية للمخابرات القطرية للإيقاع بكبار رجال الدولة بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، كما أشار إلى وجود أكثر من 50 ألف قطري مدرجين على قائمة الممنوعين من مغادرة قطر.

التورط في الفوضى 
يذكر أن النعيمي، كان قد كشف في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عام 2014، عن الدور الذي لعبته الدوحة في دعم جماعة الإخوان في مصر وفي دول ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011.
وأكد خلال المقابلة أن قطر دعمت بشكل مباشر كل الانتفاضات بالعنف والأسلحة، كما أكد أن قطر دولة بوليسية وقمعية وليست ديمقراطية، مشيرا إلى أي شخص يفتح فمه بصوت معارض قد يتم سحب جواز سفره.
وشدد النعيمي على أن قطر تتحدث عن الديمقراطية بينما هي لا تطبقها، مشددا على أن قطر كانت ضالعة في كل النقاط الساخنة في المنطقة، من لبنان إلى السودان، وسورية وليبيا، إضافة إلى مصر، وذلك من خلال دعمها للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها الإخوان. وكان النعيمي «قد تطوع للدفاع عن الشاعر القطري محمد بن ذيب، الذي احتُجز في سجون أمن الدولة القطرية بسبب قصيدة، وهو ما وصف بالموقف الجريء للنعيمي في التصدي لتجاوزات حكومة الدوحة.

المنع من السفر 
وكانت السلطات القطرية قد منعت، الدكتور نجيب النعيمي، من السفر في 7 فبراير 2017 دون إخطاره بأسباب المنع كما هو متبع قانونيًا، كما أدرج النائب العام القطري، علي بن فطيس المري، الدكتور النعيمي على قوائم الممنوعين من السفر دون مبررات أو توجيه أي اتهامات له، مما يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص على أحقية أي مواطن في السفر من أي دولة بما فيها دولة الموطن الأصلي.
وخاض النعيمي معارك كثيرة مع الدولة القطرية، فهو معارض شرس لسياستها، كما طالب في وقتٍ سابق بإقالة النائب العام، مما جعل المراقبين للشأن القطري يعتبرون قرار منع النعيمي من السفر وسجنه بعد ذلك تصفية لحسابات شخصية.