عبدالله غازي المضف

 لا أعلم مدى الصراع النفسي الذي يعيشه النائب السابق صالح الملا بعيداً عن كرسي النيابة.. ولا أعرف حجم الألم الذي تجرعه بعد «سقوطه» في آخر انتخابات خاضها عام ٢٠١٢، ولا أدري إن كان قراره بمقاطعة انتخابات «الصوت الواحد»، قد كلفه كثيرا على الصعيدين السيكولوجي والذهني، بيد أنني أجزم كثيرا بأن بومحمد صار أسيرا، متيّما، غارقا في «تويتر»، يلهث وراء الـ«ريتويت»، قاضيا أيامه في دهاليز المنشن.

يمضي ساعات وساعات لصياغة تغريدة لربما تجعله حديثا بين المغردين! وشرهتنا على «بومحمد» ليس لأنه فقط ابن عائلة عريقة نحبها جميعا، وليس لأنه تربى في كنف الرمز العم أحمد الخطيب، وليس لأنه كان أحد مخرجات الأمة، بل لأنه صار يتعدى على تقاليد أهل الكويت، وإرثها الجميل، عندما فضحنا و«قص وجوهنا» أمام أهلنا في الرياض، وتجرد من «كويتيته» وغرد في حسابه الشخصي مخاطبا السفير السعودي قائلاً: «السفير الفايز شخصية لطيفة جداً لكن إذا رافع على أهل الكويت قضايا.. فاسمحلي سعادة السفير، ديوان الملا صالح الملا يتعذرك».
ما غرد به «بومحمد» كبيرة عند أهل الكويت، ولا يمثل أخلاقهم، ولا تقاليد عائلته الكريمة أبدا.. وكم من خلافات «دم» تبخرت عند عتبة باب الديوانية: هكذا علمنا الآباء! «قوم فز لضيفك.. حطه فوق راسك»، فكيف إن كان الضيف سعوديا جميلا يسكن بيننا؟ وكيف لو كان سفيرا للمملكة الحبيبة وممثلا رسميا لها؟! هل نحن راضون عما حصل؟! لا، تالله إننا لا نقبل أن ترفع القضايا على أبنائنا.. وكم ذهلنا من سلوك بعض الكتاب السعوديين، الذين دسوا السم بالعسل في مقالاتهم الأخيرة.. بيد أننا نتبرأ تماما من «هرطقات» الأخ صالح الملا وشطحاته: هذه ليست أخلاقنا! وبيوتنا ودواويننا وقلوبنا مفتوحة لجميع إخوتنا في المملكة، والخليج جميعا.. فهذا الخلاف الخليجي سينجلي بإذن الله عاجلا أم آجلا، سينتهي بحبة خشم بين السياسيين! ولن يدفع الثمن سوى شعوبنا المسكينة، التي زُرع الحقد في دواخل البعض منها على يد الإعلام الفاسد، والمغردين المأجورين، والأقلام الرخيصة، لذا، نقول للمؤثرين، ولمخرجات الأمة، وغيرهم: أزمة الخليج لا تحل في تويتر.. ارحموا الشعوب من سم هذه الفتن! نقولها بالكويتي، لصالح الملا، ومن يشبهه: رحم الله والديك.. اركد!