كارولين عاكوم

قطع التحالف الدولي طريق قافلة عناصر «داعش» الآتية من القلمون الغربي باستهداف أحد الجسور الذي كان يفترض أن تسلكه إلى دير الزور، بحيث بات يحتّم عليها اختيار طريق آخر، في وقت برّر فيه «حزب الله» الاتفاق الذي أدى إلى فتح ممر آمن للتنظيم والسماح لمقاتليه بالمغادرة.
وأتى الاستهداف بعد أكثر من 48 ساعة على توقف القافلة في منطقة حميمة في ريف شرق حمص عند الحدود الإدارية لدير الزور، الخاضعة لسيطرة النظام، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مصدر في التحالف الدولي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لسنا طرفا في أي اتفاق بين (حزب الله) اللبناني والنظام السوري، و(داعش). و(داعش) تهديد عالمي، كما أن نقل الإرهابيين من مكان إلى آخر ليس حلا دائما، وهنا أهمية العمل العسكري للتحالف من أجل هزيمة (داعش) في سوريا».
وأكد المصدر أن التحالف لم يستهدف القافلة عملا بقانون النزاعات المسلحة، بل عمد إلى قطع الطريق باتجاه الشرق بين منطقة حميمة والبوكمال «لمنع نقل مزيد من مقاتلي (داعش) إلى المنطقة الحدودية حيث حلفاؤنا العراقيون، وذلك بعد التأكد من أن القافلة تابعة لعناصر (داعش)».
وشدّد المصدر على أنه «وفقا لقانون النزاعات المسلحة، سوف يتخذ التحالف إجراءات ضد تنظيم داعش كلما استطعنا ذلك من دون إلحاق الضرر بالمدنيين».
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن «طائرات حربية للتحالف نفذت ضربات جوية الأربعاء لمنع قافلة لمقاتلي تنظيم داعش وأسرهم من الوصول إلى شرق سوريا».
وسلم مقاتلو التنظيم أراضي كانوا يسيطرون عليها عبر الحدود اللبنانية - السورية وغادروا يوم الاثنين الماضي صوب شرق سوريا، بموجب الاتفاق مع النظام السوري و«حزب الله».
وقال الكولونيل رايان ديلون، المتحدث باسم التحالف، إن الضربات وقعت في شرق سوريا، دون أن يحدد موقعها بدقة، موضحا لـ«وكالة رويترز»: «أحدثنا حفرة بالطريق ودمرنا جسرا صغيرا لمنع هذه القافلة من مواصلة التحرك شرقا». وأضاف: «لسنا ملزمين بهذه الاتفاقات» في إشارة على ما يبدو إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف: «من الواضح أنهم مقاتلون ويتحركون صوب موقع آخر للقتال مجددا».
وفي حين رجحت مصادر أن تجتاز القافلة طريق البادية باتجاه دير الزور، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: «يتم الآن البحث عن طريق بديل قد يكون إما باتجاه شرق حميمة عند الحدود العراقية حيث سيطرة التنظيم، أو باتجاه جبل المشرف».
وقبل عملية الاستهداف بساعات قليلة، قال «المرصد» إن «قافلة الخارجين من جرود القلمون الغربي بريف دمشق، متوقفة بمنطقة حميمة وسط غموض يلف أسباب منع مغادرتها»، مشيرا إلى أنه قد يكون النظام عرقل العملية في محاولة لتسلم أسرى ومفقودين له موجودين لدى التنظيم.
وأثار الإعلان عن عملية نقل مسلحي التنظيم من الحدود اللبنانية - السورية إلى الحدود السورية - العراقية، غضب العراقيين وانتقاد الأميركيين.
وانتقد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بريت ماكغورك الاتفاق، وغرد ماكغورك: «يجب قتل إرهابيي (داعش) في الميدان، وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية دون موافقة العراق».
وأضاف: «تحالفنا سيتحرك بشكل يمنع هؤلاء الإرهابيين من دخول العراق أو الفرار مما تبقى من خلافتهم المترنحة».
ويوم أمس، وفي خطوة نادرة، أصدر «حزب الله» بيانا توضيحيا حول الاتفاق موقعا باسم أمينه العام. وقال في بيان صادر باسم أمينه العام حسن نصر الله: «الاتفاق قضى بنقل مسلحي (داعش) من أرض سورية إلى أخرى سورية وليس من أرض لبنانية إلى أرض عراقية، والذين تم نقلهم لن يغيروا في معادلة المعركة». وأشار البيان إلى أن الذين تم نقلهم ليسوا أعدادا كبيرة، وأن 310 من المسلحين المهزومين المنكسرين المستسلمين الفاقدين لإرادة القتال لن يغيروا شيئا في معادلة المعركة في محافظة دير الزور التي يوجد فيها كما يقال عشرات الآلاف من المقاتلين، موضحا أن «المنطقة التي انتقلوا إليها هي خط الجبهة في البادية السورية التي يعرف الجميع أن الجيش السوري وحلفاءه يقاتلون فيها قتالا شديدا منذ عدة أشهر، وأن رأس الحربة في المعركة كان وما زال (حزب الله)، وبالتالي نحن ننقل هؤلاء المسلحين المهزومين من جبهة نحن نقاتل فيها إلى جبهة نحن نقاتل فيها».