صلاح الجودر

ما يؤلم فعلاً ويجعل الفرد في حيرة ليس عدوان العدو ولكن غدر القريب وأبن العم!!، ونحن في البحرين لم نتألم يومًا للتدخلات الإيرانية السافرة في شؤوننا، بل كانت تلك التدخلات تزيدنا إصرارًا على التمسك بعروبتنا وقيمنا، فإيران نعرفها ونعرف حقدها وكراهيتها للعنصر العربي، لذا وقفنا لها سدًا منيعًا امام تدخلاتها السافرة، سواء بادعاءتها الباطلة تجاه البحرين عام 1968م وأنها المحافظة الرابعة عشرة في مشروع ولاية الفقيه الإيرانية، أو المؤامرتين الانقلابيتين عام 1981م وعام 1992م إلى المحاولة الأخيرة في عام 2011م حين تم رفع شعار التسقيط والموت والرحيل!!
واليوم خيوط المؤامرة الإيرانية تتكشف بعد تبني النظام القطري الرؤية الإيرانية واستراتيجية ولاية الفقيه بعيدة المدى، فقبل أيام تم الكشف عن المشروع التآمري القطري على البحرين في أحداث عام2011م، فقد تبنى ذلك المشروع إشاعة الفوضى والدمار والخراب في البحرين، واستهدف نظام الحكم لتسقيطه واستنساخ مشروع ولاية الفقيه الإيراني، المؤسف أن النظام القطري قد حاول وبكل الوسائل شراء أصحاب الضمائر الرخيصة من أجل إحداث الفوضى في البحرين، وهذا ما كشفته الأيام الماضية من مكالمات مسرّبة وأموال محولة ونشاط محموم في وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة السخط من الأوضاع الاجتماعية في البحرين، كل ذلك لإطلاق الشرارة الأولى، فالسؤال المطروح منذ عام 2011م عمن يقف خلف الفوضى الافتراضية في وسائل التواصل الاجتماعي قبل تحويلها إلى واقع، فالمؤامرة قد بدأت في 26 يناير2011م وبفارق يوم واحد عن الاحتجاجات التي افتعلت في جمهورية مصر في ما يسمى بالربيع العربي، فقد ظهر فجأة حساب يدعى (صاحب الأحبار) في موقع (ملتقى البحرين) يدعو للخروج بتاريخ 14 فبراير2011م، ثم قام بتحديد مكان الخروج وهو دوار مجلس التعاون (تقاطع الفاروق حاليًا).
ومن خلال تتبع الأجهزة الأمنية لذلك الحساب تبين أن مصدره ومنشأه في قطر، بالإضافة إلى رصد دخول جهات عليا في الحكومة القطرية مثل الديوان الاميري والحرس الأميري ووزارة الداخلية القطرية، وقد استمر (صاحب الأحبار) في نشر سمومه في مواقع بحرينية مشبوهة قامت بدورها في نشر تلك السموم لتنفيذ المؤامرة الكبرى على البحرين وشبعها!.
لقد استطاع حساب (صاحب الأحبار) من ممارسة دوره بكل حرفنه دون الكشف عن هويته، فقد دعا ذلك الحساب وغيره من الحسابات المشبوهة إلى الفوضى والتخريب والصدام مع رجال حفظ الأمن، وتمزيق السلم الأهلي وضرب النسيج الاجتماعي من خلال تنظيم اعتصامات تحشيدية مثل طوق الكرامة وطوفان المنامة وبنك الكرامة، كل ذلك من أجل إشغال الدولة عن القيام بمسؤولياتها من بناء وتطوير وتنمية، ثم السعي لإضعاف الدولة، وإشعال الطائفية بصدامات مجتمعية مثل التي حدثت في جامعة البحرين والاعتداء على فتاة من أهالي البسيتين، وصولاً إلى إسقاط الدولة والانقلاب على نظام الحكم، ثم الدعوة إلى دولة دينية تتبع مشروع ولاية الفقيه الإيراني عرفت حينها بـ(الجهورية الإسلامية في الدوار)!
إن حساب (صاحب الأحبار) كانت مهمته فقط إشعال الفوضى وتهيئة الأرضية للأدوات القطرية والإيرانية، وقد فتح المجال لبعض القنوات القطرية مثل (الجزيرة) والإيرانية مثل (العالم والمنار) للقيام بدورهم التحشيدي والتحريضي، كل ذلك من أجل تدويل الملف البحريني، وتصعيد الأزمة وصولاً للمنظمات الحقوقية في الغرب لزيادة الضغط الدولي على البحرين، وقد اختفى ذلك الحساب (صاحب الأحبار) بعد عام واحد من الأحداث.
خيوط المؤامرة لا تزال تتكشف، فبعد الكشف عن المكالمات المسربة من أعلى سلطة في قطر بين رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومستشار أمير قطر حمد العطية من جهة، وأمين جمعية الوفاق (المنحلة) علي سلمان وحسن سلطان من جهة أخرى، مرورًا بالمبالغ المدفوعة للمدعو حسن عيسى حتى حساب (صحاب الأحبار) ليكشف عن خيوط المؤامرة السوداء على البحرين، نعم مؤامرة قطرية وليست حراكًا شعبيًا كما صورته قناة الجزيرة والمنار والعالم وغيرها من القنوات المؤدلجة.
من هنا فإن مشروع المؤامرة القطرية على البحرين لتحقيق أحلام الإيرانيين في منطقة الخليج قد لاقت إرادة بحرينية صلبة، والكشف عن خيوطها السوداء إنما للمشككين عن الدور السيئ الذي قامت به حكومة قطر لجيرانها مثل البحرين والإمارات والسعودية ومصر.