نشطاء «التواصل الاجتماعي» جنود الإمارات على «تويتر» و«إنستجرام»

مرتزقة «الحمدين» يحولون«تويتر» إلى ساحة أكاذيب وشتائم

 

تحقيق: يمامة بدوان - سيد زكي

كعادتهم، يواصل «عيال زايد» كل في مكانه وموقعه، إثبات انتمائهم لوطنهم وقيادتهم، في ظل ما تتعرض له الدولة ورموزها من حرب إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر» و«انستغرام»، التي لم يهدأ فضاؤها منذ قطع العلاقات بين الإمارات والسعودية والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.

جنود ليسوا مجهولين، يتخذون من الفضاء الإلكتروني منصة لرد الصاع صاعين لأكاذيب وإشاعات الحسابات الوهمية القطرية، التي تسعى بكل السبل الرخيصة إلى تحريف الحقائق وكيل الشتائم للدولة ورموزها، خاصة بعد أن أطلق النظام القطري حملات إساءة وأكاذيب ضد الدول المقاطعة، وجند لذلك كل ما يملك من منصات إعلامية وأقلام مأجورة وتحالف في ذلك مع كل متآمر.
شباب مواطنون، اتخذوا من عبارة «إماراتي.. وكلمة إماراتي تُغني عن كل تعريف» شعاراً لهم على منصات التواصل الاجتماعي، يتسلحون بقوة إيمانهم بقيادتهم الرشيدة، التي لن تكل أو تملّ في توفير الأمن والأمان لكل مواطن أو مقيم على أرض الخير، يشهرون سلاح الكلمة الحقة أمام خزعبلات وشعوذة داعمي الإرهاب في قطر.

«الخليج» استطلعت آراء عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن حكومة قطر وصل بها الانحطاط الأخلاقي إلى إنشاء حسابات وهمية، تعمل بطريقة ممنهجة وخبيثة، وتتبع أساليب خاصة بها، لترويج الإشاعات، إلا أنها نشاطها يختفي مع عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يبين أن من يقف وراءها عبارة عن ثلة من موظفي الحمدين وأجهزته الأمنية.

 

شراء الذمم

أكد علي الحمادي، ناشط على «تويتر» ويتابعه 71 ألف شخص، أن قطر على أرض الواقع وفي «تويتر» لا تحوي الكم الهائل من الشرفاء والوطنيين والمثقفين كما في الإمارات، لكنها تعرف جيداً خطورة وتأثير هذا الموقع، ولهذا اتجهت الحكومة القطرية لإنشاء وشراء ملايين الحسابات الوهمية، بالإضافة لشراء ذمم وأقلام بعض النشطاء في «تويتر» والذين ارتضوا على أنفسهم أن يكونوا مرتزقة وعملاء، واستغلتهم للدفاع عنها والمساهمة في تنفيذ مآربها.
وحول وجود وسيلة لفضح هذه الحسابات، قال إنها في الغالب تعمل بطريقة ممنهجة وخبيثة ولها أساليب ملتوية، ولكنها تفضح نفسها من خلال أكاذيبها التي لا يمكن لأحد تصديقها.

مصادر موثوقة

بدوره، أوضح «رشاش» وهو ناشط إماراتي على «تويتر»، ويبلغ عدد متابعيه نحو 26 ألف شخص، أنه يمضي حوالي 4 ساعات يومياً، لمتابعة كل ما يدور في فضاء «تويتر» من تفاهات وأكاذيب جيش الحمدين الإلكتروني، إلا أنه يستقي الأخبار من حسابين فقط، كونهما يشكلان بالنسبة له مصادر موثوقة، الأول يعود لسمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والثاني يعود للدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية.وأشار إلى أنه لا يكلف نفسه عناء الرد على تعليقات أصحاب الحسابات الوهمية، لدى طرحه لفكرة أو كتابة مقولة، انطلاقا من إيمانه بضرورة عدم الرد على الجاهل، وعدم النزول إلى مستواهم، الأمر الذي يشكل لدى هؤلاء عامل استفزاز، وبالتالي يندفعون إلى كيل السباب والشتائم.

تحري الدقة

أما فيصل الحمادي، فقال إنه بدأ نشاطه على «تويتر» منذ سنوات مضت، ولم يصادف طوال هذه الفترة الكم الكبير من الأكاذيب حول الإمارات وقيادتها، إلا من خلال حسابات وهمية، تتخذ من قطر مقراً لها، حيث بات من السهل تحري دقة أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تاريخ إنشائه وعدد المتابعين والتغريدات التي قام بها الفرد، إذ يتضح أن غالبية الحسابات الوهمية تم إنشاؤها قبل بضعة أيام، بل أن غالبيتها تُصاب بالخمول في نهاية كل أسبوع، وهذا دليل على أن صاحبها يعمل في دوائر حكومية أو أمنية، ويتم الدفع له كي ينشر الأكاذيب.وأضاف أنه قبل فترة وجيزة، دخل في نقاش حاد مع مغرد قطري يتخذ حساباً وهمياً، وبدأ يوضح له حقيقة الإشاعات التي يروج لها الإعلام القطري وعلى رأسهم قناة الجزيرة، إلا أنه تفاجأ قيام المغرد القطري بحظره.

انحطاط أخلاقي

بدوره، وصف يوسف حمد العوفي، ناشط على «انستغرام»، لجوء نظام الحمدين إلى إدارة حرب فاشلة على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال حسابات وهمية، بالانحطاط الأخلاقي، إلا أنه يشعر بالحزن، في ظل ما يتعرض له الشعب القطري الشقيق من عملية غسل مخ، يترأسها عزمي بشارة، الأمر الذي يؤكد أن إدارة الحسابات الوهمية، التي شاغلها الوحيد هو مهاجمة الإمارات وشيوخها، ليس إلا عبثية جديدة، سيكون الشعب الإماراتي لها بالمرصاد بكل أطيافه وفئاته.
وأوضح أنه لم يكن أصحاب الحسابات الوهمية كاذبين، هدفهم نشر الشائعات المغرضة، ومهاجمة دول الجوار، لما اتخذوا من أسماء «فتيات» لهم بدلا من أسمائهم الحقيقية، بل إن بعضهم لجأ إلى استخدام أسماء عائلات إماراتية كبيرة، بهدف زعزعة ثقة الشعب.

انتحار جماعي

أما محمد السكيلي، ناشط على «تويتر»، فقال إنه من خبرته على مدى سنوات باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه يسهل حقيقة كشف أي حساب، وذلك من خلال متابعة ما يتم نشره عليه، خاصة أننا نعيش في وطن منفتح، يتمتع مواطنوه والمقيمون على أرضه بحرية التعبير عن الرأي، على خلاف قطر، التي تعيش حالة انتحار جماعية، فضلا عن لجوء القائمين على الحكم والأمن إلى التخبط الإعلامي، في محاولة منهم لإظهار أنهم تعرضوا للظلم من القربى.
وقال إنه يمضي ساعات متواصلة في نشر الحقائق حول مقاطعة قطر، الأمر الذي جعله محل هجوم من حسابات وهمية، منها حساب يحمل اسم فتاة، دخلت معها في جدال، لكنها لم تفلح في الرد على أقوالي، سوى بتوجيه الشتائم والسباب، ثم اختفى الحساب من منصة «تويتر».

أفكار هدامة

من جانبه، أكد عبد الله محمد حمد، مغرد نشط على «تويتر»، أنه يسهل كشف الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الأفكار الهدامة والأخبار الملفقة التي تسعى للترويج إليها، الأمر الذي يجعل المستخدمين صغار السن عرضة للخداع، وبالتالي توجب على الجميع، عدم متابعة أي حساب مشكوك في أمره، بل التوجه لمتابعة حسابات شخصيات إماراتية معروفة، خاصة أنها تقدم معلومات محل ثقة.
وأوضح أن ما أدلى به عبد الرحمن بن صبيح قبل بضعة أيام، أثبت بشكل قاطع مدى تورط تنظيم الحمدين في دعم الجماعات الإرهابية، كما أن ذلك يؤكد أن الدول التي قاطعت قطر، تمتلك الأدلة القاطعة وكانت مطلعة على تلك الإجراءات والأنشطة التي تقوم بها قطر لدعم الإخوان والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فكانت الاعترافات أدلة صادمة وخطيرة، يجب ألا نتهاون ولا نستهين بها، وستكشف ما هو أخطر وأكبر، وسيكون لها انعكاسات كبيرة على أمن واستقرار دول المنطقة.

خزعبلات وشعوذة

بينما أوضح خليفة راشد الوالي، ناشط على «تويتر» و«انستغرام»، أنه يحاول عدم قراءة ما تتداوله الحسابات الوهمية، كونه على يقين أنها مصدر للكذب والنفاق، وتسعى للتشهير بدولة الإمارات وشعبها وقيادتها الرشيدة، حيث إن من يسعى لنشر الحقيقة- كما تدعي حسابات قطر الوهمية- لن تلجأ إلى استخدام أسماء غريبة لا تمت للواقع بصلة، الأمر الذي يجعلنا في منأى عن متابعة حسابات لا تبث سوى خزعبلات وشعوذة.وأكد أهمية تنبه الشباب المواطن، خاصة صغار السن، من الوقوع ضحية لهذه الحسابات، حيث يترتب عليهم معرفة خطر قطر وأعوانها من الإخوان.

إفلاس إعلامي وضعف في الحجة

أوضح الدكتور عصام نصر سليم، عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة، أن توجه القيادة في الدوحة والمخابرات القطرية إلى افتعال حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الإساءة للرموز الوطنية في الدول ال4 الداعية لمكافحة الإرهاب ومقاطعة قطر، يعد دليلا على إفلاس الإعلامي التقليدي القطري وضعف حجته.
وأضاف أن الهدف من هذه الحسابات والإساءة للرموز الوطنية، هو الهروب من المسؤولية القانونية، فضلا عن الإيحاء بأنها تمثل آراء الجمهور العام والمواطنين في قطر، الأمر الذي يعتبر تضليلاً بعينه. وبين عميد كلية الاتصال أن توجه المخابرات لهذا المسلك، من خلال قناة الجزيرة وأخواتها من القنوات الإعلامية القطرية الموجهة، أصبح أكثر سخرية من جانب المواطن العربي، الذي أدرك تماماً كذب وتضليل تلك القنوات، وانصرف في متابعته لقنوات إعلامية أخرى تتصف بالحيادية في تقديمها للمعلومة الخبرية، مما اضطرهم «المخابرات القطرية» للتوجه إلى الإعلام الاجتماعي، بهدف نشر ادعائهم وأكاذيبهم.

مخالفة المادة 47 من قانون النشر

قال المحامي عبد الله سلمان المرزوقي، إن الحكومة القطرية تضع قانوناً للنشر والمطبوعات، وتبادر إلى مخالفة بنوده، خاصة البند (ه) في المادة رقم 47، متسائلا كيف لنا أن ننتظر منها الالتزام بالاتفاقيات التي وقعت عليها؟.
وأضاف أن المادة 46 تنص على أنه «لا يجوز التعرض لشخص أمير دولة قطر بالنقد، كما لا يجوز أن ينسب القول إليه إلا بإذن مكتوب من مدير مكتبه»، أما المادة 47، فيأتي فيها «لا يجوز نشر ما يلي (أ) كل ما من شأنه التحريض على قلب نظام الحكم في البلاد أو الإساءة إليه أو الإضرار بالمصالح العليا للدولة، (ب) كل ما من شأنه تعريض سلامة الدولة أو أمنها الداخلي أو الخارجي للخطر، كذلك الدعوة والترويج لاعتناق المبادئ الهدامة، (ج) أنباء القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وأفرادها، وبوجه عام كل ما يتعلق بالنواحي العسكرية والاستراتيجية، إلا إذا تم الحصول مقدماً على موافقة كتابية من القيادة العامة للقوات المسلحة، (د) أنباء الاتصالات السرية الرسمية، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية حتى يتم إبرامها إلا بإذن خاص من إدارة المطبوعات والنشر».