أميركا لم تنس 11 سبتمبر 2001م وعلينا ألا ننساه أيضا

 عبد الله بن موسى الطاير

تضافرت جهود إيران، لتعزيز العلاقة مع القاعدة بعد هجوم أكتوبر 2000م على بارجة الولايات المتحدة كول، كما أن المسؤولين الإيرانيين سهّلوا سفر الخاطفين عبر إيران، في طريقهم من وإلى أفغانستان دون ختم جوازات..سفرهم»

من قلب وثائق المحكمة الفيدرالية في مانهاتن، مكتب القاضي جورج دانيالز ...أما قبل:

... إن قضيتنا أيها القاضي واضحة ومتسقة مع قانون الولايات المتحدة وتعديلاته، وإننا ملزمون بتقديم ما يرقى إلى قناعة المحكمة من أجل النظر في الدعوى المقامة من قبلنا على المدعى عليه الماثل في تنظيم القاعدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله اللبناني بشخوص ومناصب المسؤولين فيها الموضحة في الصفحتين الأوليين من عريضة الدعوى. وفيما يلي نسرد الأدلة والقرائن، ونلتمس من عدالتكم إبقاء هويات الشهود سرية حفاظا على سلامتهم. إن أول ما نستشهد به على المدعى عليهم هو تقرير اللجنة الوطنية المشتركة التي حققت في علاقة المدعى عليهم بأحداث 11 سبتمبر 2001م.

لقد خلص الجزء المتعلق بإيران إلى نتيجة إجمالية نصها أن "هناك أدلة قوية على أن إيران سهلت عبور أعضاء القاعدة إلى أفغانستان والخروج منها قبل 11 سبتمبر، وأن بعضهم كانوا في المستقبل خاطفين في الهجمات"، ص 241. كما توفر للجنة الوطنية "أدلة تشير إلى أن 8 إلى 10 من العناصر السعودية سافروا إلى أو خارج إيران بين أكتوبر 2000 وفبراير 2001"، ص 240. والواقع أن التقرير "لاحظ عددا من الحقائق المهمة التي تربط إيران ووكيلها الإرهابي، حزب الله، والقاعدة، بما في ذلك استمرار الاتصالات بين مسؤولي الأمن الإيرانيين وشخصيات كبار في تنظيم القاعدة بعد عودة بن لادن إلى أفغانستان في عام 1996، وقد تضافرت جهود إيران، لتعزيز العلاقة مع القاعدة بعد هجوم أكتوبر 2000م على بارجة الولايات المتحدة كول، كما أن المسؤولين الإيرانيين سهّلوا سفر الخاطفين عبر إيران، في طريقهم من وإلى أفغانستان دون ختم جوازات سفرهم"، ص 240. ولقد وجدت اللجنة دليلا قويا على أن أحد كبار مسؤولي حزب الله قام [متخفيا] في عام 2000م بزيارة للسعودية لمساعدة الإرهابيين في السفر إلى إيران في نوفمبر. وشارك قائد كبير لحزب الله اللبناني [عماد مغنية] باتصالات مع حزب الله السعودي". وفي أكتوبر ونوفمبر، سافر أربعة من الخاطفين من إيران إلى الكويت، وبيروت، والسعودية وكان أحدهم على نفس الطائرة التي استقلها أحد كبار مسؤولي حزب الله. وفي منتصف نوفمبر من ذات العام سافر ثلاثة من الذين حصلوا على تأشيراتهم الأمريكية من السعودية إلى بيروت ثم إلى إيران. وكان أحد كبار مساعدي حزب الله على نفس الرحلة التي أخذت الخاطفين بعد ذلك إلى إيران. وفي وقت لاحق من الشهر سافر ثلاثة من الخاطفين من البحرين وسوريا إلى إيران".

وخلصت اللجنة الوطنية إلى الاعتقاد بأن "هذا الموضوع يتطلب مزيدا من التحقيق من جانب الحكومة الأميركية". وحتى تاريخ تقديم هذه العريضة لم تقم الحكومة بشيء من هذا التحقيق. "وقد تولى المحامون الموقعون أدناه مهمة إجراء المزيد من التحقيقات في علاقة إيران بهجمات 11 سبتمبر، وقاموا في هذا الصدد ب 22 رحلة إلى الخارج، وأجروا مقابلات مع شهود رئيسيين ومسؤولين وخبراء واستشاريين لا حصر لهم، ليضعوا أمام عدالة المحكمة هذه الأدلة".

أما بعد:

فقد حكم القاضي لصالح أسر ضحايا 11 سبتمبر 2001م الذين قدموا هذه الدعوى والمعروفة ب "هافليش" -نسبة إلى السيدة فيونا هافليش- إذ وقر في قناعة القاضي تورط إيران وذراعها "حزب الله" في الهجمات الإرهابية، وحكم بدفع تعويضات بعشرات المليارات على حكومة إيران.

ما اقتبس أعلاه لا يتجاوز 10% مما تضمنته عريضة الدعوى من أدلة وبراهين وشهادة خبراء أمنيين أميركيين، وأعضاء سابقين في الاستخبارات الإيرانية وشركة بوينج للطائرات، تضمنته 127 صفحة هي عريضة دعوى واحدة من ثلاث دعاوى حُكم فيها على إيران.

وفي فمي ماء كثير ...