هند المطيري

دأبت المملكة على رعاية البيت الحرام كل عام، ولديها من الإمكانات ما يجعلها تقدم أفضل الخدمات في استقبال، وإيواء، وأمن ملايين الحجاج، ومئات الآلاف من المعتمرين

أتم الله على الحجاج حجهم، وبارك لهم أيام عبادتهم، وها هم يعودون إلى أوطانهم سالمين غانمين. مشهد يتكرر 
كل عام، منذ أن اختار الله لبيته الحرام هذه البقعة الطاهرة من الأرض، وكفّل به عبادا أخيارا، سخروا أنفسهم لخدمة الحاج والمعتمر، ولرعاية البيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.
ولأن الله يعلم من يصلح للقيام على بيته وحرمه ومقدساته، ظل الفشل مصير كل الدعاوى الكائدة التي يطلقها 
كل عام ناعق بما لا يرضى الله من القول، ويأبى الله إلا أن يتم أمنه ولو كره الحاقدون.
لقد دأبت المملكة على رعاية البيت الحرام كل عام، ولديها من الإمكانات ما يجعلها تقدم أفضل الخدمات في استقبال، وإيواء، وأمن ملايين الحجاج، ومئات الآلاف من المعتمرين، بل إنها تعمل بإستمرار على التوسع في خدمتهم؛ من مشاريع توسعة الحرمين، إلى مشاريع تطوير المشاعر المقدسة، لتجعل من شعيرة الحج الشاقة،
رحلة ممتعة مريحة، لا تعب فيها ولا نصب.
وفي الحج ينقل العالم عبر عدسات إعلامه الرصين أجمل الصور، التي ترسمها قيادة هذا البلد الطاهر ومواطنوه في خدمة الحجاج ورعايتهم. يقوم على ذلك الشيخ والشاب، والمواطن ورجل الأمن، كلهم على قلب رجل واحد.
ثم تأبى قيادة المملكة أن يسيس الحج، وأن تتحول مشاعر العبادة إلى ميادين حرب وحزبية ودعاية، تفعل ذلك كل عام، وتصرّ عليه حتى يظل الدين لله. وبالفعل يتحقق لها ما وعدت ويؤيدها الله بنصره، ثم يرسل في مشارق الأرض ومغاربها من يثني عليها ويشكر صنيعها، فلا يكون حديث الحجاج لحظة القدوم أجمل منه عند المغادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
هذا ما يقال عن الحج كل عام، ولله الحمد والفضل والمنّة، لكن المميز الذي لا ينسى هذا العام هو أن وزير 
الداخلية الشاب الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف كان قد تولى حقيبته الوزارية قبل الحج بوقت وجيز، ومع ذلك لم يختلف موسم حج هذا العام عن المواسم السابقة من حيث الخدمات والأمن والرعاية. وهاهو وزير الداخلية يثبت للعالم بأسره قدرة الشباب السعودي على القيام بأصعب المهام، ويؤكد النظرة الثاقبة لقيادة المملكة- أيدها الله- حين اتجهت إلى الشباب، تجعلهم في محل الإدارة والمسؤولية، بحسبانهم عماد البناء الذي به تنهض الأوطان وترتقي سلالم المجد.