محمد الحمادي

من يعرف الإمارات بلا شك، يدرك أن الاهتمام بالإنسان في هذه الدولة ليس له موسم، وإنما هو على مدار العام، وقد بدأ هذا الاهتمام منذ قيام الدولة، وهو مستمر في جميع استراتيجيات وخطط الإمارات المستقبلية، فقد اختارت القيادة الإنسان ليكون محور اهتمامها الرئيسي ووضعت كل استثماراتها في بناء هذا الإنسان، وانعكس ذلك مباشرة على التعليم والصحة بالدرجة الأولى، ومن يتابع التجربة التعليمية في الإمارات يكتشف أن محاولات تطوير التعليم لم تتوقف يوماً، وأن البحث عن أفضل الأساليب وأنجحها دائماً هو الهدف، وبلا شك فإن هذه المهمة ليست بالسهلة وتواجه العديد من العقبات، لكن الجهد المبذول في التعليم سيوصلنا في يوم من الأيام للهدف الذي ننشده جميعاً.

أما اعتبار اليوم بداية موسم الاهتمام بالإنسان الإماراتي، فيرجع إلى أن الاهتمام بالإنسان يبدأ بتعليمه بشكل صحيح وبنائه معرفياً وفكرياً، وهذا ما يتم في المدرسة أولاً، وهو ما جعل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، يشارك أبناءه الطلبة بداية عامهم الجديد بتغريدة على «تويتر»، يحفزهم فيها مع بداية العام الجديد، وفي الوقت نفسه يرسل رسالة تشجيع للمعلمين، فسموه يدرك دورهم المحوري في «بناء العقول وتهذيب النفوس .. وإعداد أجيال المستقبل»، وهذا الأمر يكشف مدى اهتمام القيادة به بشكل كبير، وعندما يبدأ العام الدراسي يبدأ &rlmالعمل على بناء الإنسان والمواطن الإماراتي المتميز.

وزارة التربية والتعليم تبذل جهوداً كبيرة من أجل أن يكون هذا العام الدراسي مختلفاً، وتعمل كي تحقق الرؤية الوطنية الشاملة للتعليم لتكون مخرجات هذا التعليم متوافقة وطموحات الوطن، ولا تختلف كثيراً عن متطلبات التعليم في الدول المتقدمة، ولا شك أن الوزارة تدرك أن مسؤوليتها كبيرة جداً، وأصبحت أكبر مع توحيد النظام التعليمي، ولكنها لا تملك غير خيار الاستمرار في تطوير التعليم، وبذل كل الجهود من أجل تحقيق هدف القيادة في ذلك، وكما هو في أغلب دول العالم التي حققت نجاحات كبيرة وقفزات في التعليم، فإن الأسرة جزء رئيسي من عملية التعليم من خلال الاهتمام بالأبناء ومشاركة المدرسة في تحقيق الأهداف الكبيرة.

وفي هذا العام اتخذت الإمارات خطوة مهمة لتطوير التعليم، وهي «توحيد النظام التعليمي»، وقد أكد الشيخ محمد بن زايد أهمية هذه الخطوة في تغريداته أمس عندما قال «تنطلق رؤية تعليمية وطنية جديدة موحدة تعزز مسيرة التنمية وتخدم استراتيجية الدولة للمستقبل»، كما أن هذه الخطوة ستساهم في حل المشكلات التي قد يواجهها التعليم وتسد الثغرات التي تعانيها العملية التعليمية بشكل عام، كما أن هذه الخطوة «تلبي متطلبات الأجندة الوطنية»، وهذا ما أكدته الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، أمس.