سهوب بغدادي

أنادي أن تحصل جميع النساء بمختلف أوضاعهن الاجتماعية على البطاقة بغية تسهيل أمورهن وأمور أطفالهن في حال غياب الزوج، ومثال ذلك زوجات المرابطين على الحد الجنوبي

في ظل الشعارات الرنانة المنتشرة على السوشيال ميديا وحروب الهاشتاقات اليومية لفتني منذ مدة هاشتاق #إسقاط_الولاية، للوهلة الأولى لم أفهم ما الحاجة الماسة لإسقاط الولاية على المرأة في حال كان الرجل مسلما، لأن الإسلام وتعاليمه ضمن للمرأة حقوقها. أيضا استهجنت مصطلح (نسويات) وتفرقة (جندرية) لأنني من خلال عملي كناشطة حقوقية في الكونجرس الأميركي الإسلامي تعرضت لمثل هذه المصطلحات في أميركا نظرا لاحتياج المجتمع لها وتعرفه عليها كما ذكرت في مقال سابق أن المرأة تتقاضى راتبا أقل من الرجل، وإن كانت لديها سنوات خبرة أطول.
أما هنا فهذه المصطلحات لا تنطبق على أسلوب حياتنا المرفه. نعم، كنت مرفهة هنا فولي أمري كان يقوم على جميع أموري. نعم، أنا ملكة عندما أشتري كل ما تشتهي نفسي من البقالة، ولا أكترث بفكرة حمل الأكياس عند العودة إلى المنزل. نعم، هذه الأمور قد تنقلب للضد إن كان الأب والزوج والأخ لا يخاف الله في أهله، ولكنني نسوية من الدرجة الأولى (Feminist) إلا أنني أحمل اللقب بالمعنى الصحيح لا المعنى العنجهي المنتشر على الصفحات التي كثر بها النواح دون أي أهداف واضحة، لأنني حقيقة لم أرَ سوى مطلبين (قيادة المرأة وإسقاط الولاية)، عزيزتي التي تظن أنها من معشر النسويات إن قضية قيادة المرأة قد تكون قادمة ومحققة، ولكن عندما تتحقق أرجوكِ كوني هادئة وتصرفي كنسوية ولا تجعلي هدفك حينها هو القيادة لتحتسي قهوتك المفضلة، لأن ذلك ليس هدفا ساميا، لا تستشيطي غضبا، لأنك ستحتسين قهوتك اليوم وغدا وكل يوم مع أو بدون هذا المطلب «لا شيء يمنعك»، بل إن الرجل السعودي منبوذ من جميع الأسواق والمجمعات، والمرأة تسيطر على أجمل الأماكن والمتنزهات.
أما عن إسقاط الولاية فتختلف أهميتها ودواعيها من شخص لآخر كحالة امرأة توفي زوجها ولديها أطفال صغار، فيجب على هذه الأرملة أن ترجع لولي أمر أبنائها -ليس ولي أمرها- وقد يكون الجد (المقعد) والذي قد يحتاج إلى عمل وكالة لأحد أبنائه -الحمو- بدوره لكي ينهي لها أمورها، ومن هنا تدخل الأرملة تحت رحمة أهل الزوج الذين بيدهم الحل والربط. في مثل هذه الحالة والحالات المشابهة لأولياء الأمور المتسلطين والظالمين قد تقدم المرأة طلب إسقاط ولاية ولي أمرها. فولي الأمر يجب أن يكون معينا لأصل الكلمة في اللغة «الولي بمعنى فاعل» من وليهُ: إذا قام به، وتولى أمره، وأعانه، ونصره وأحبه، ومنه قوله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ أي: نصيرهم وظهيرهم ويتولاهم بعونه وتوفيقه.
وقيل في الولاية على المرأة إن أصلها في الزواج. أنا نسوية بحق ولا يهمني إن قمتن بنبذي من ناديكم المزيف، فالنسوية الحق تقف على الحق وتظهره، فهنا أقف لأقول إن القضاء السعودي أنصف المرأة السعودية (ليس تملقا بتاتا)، ولكنني رأيت بأم عيني تلك البطاقة التي غيرت نظرتي للقضاة والقضاء السعودي، عاينت بطاقة (سجل الأسرة) رب أسرتها يحمل اسم (منار) وعدد أفراد الأسرة واحد فقط (ابنتها)، حيث كان سبب حصولها على هذه البطاقة هو اكتسابها حضانة ابنتها ورفض والد الطفلة السماح لها بالدراسة والعلاج وأمور أخرى يعجز العاقل والذي في قلبه رحمة أن يفهمها. انتصر القضاء لمنار ومثيلاتها.
من الجدير بالذكر أن كل امرأة مطلقة أو أرملة تستطيع الحصول على مثل هذه البطاقة، وأنا بدوري أنادي أن تحصل جميع النساء عليها بمختلف أوضاعهن الاجتماعية بغية تسهيل أمورهن وأمور أطفالهن في حال غياب الزوج، ومثال حي على ذلك زوجات المرابطين على الحد الجنوبي، حفظهم الله ونصرهم. ما زال هنالك وقت لنعي ما نردد من شعارات ونعرف ما نريد.