عمرو عبد السميع

منذ سنوات والرئيس عبدالفتاح السيسى يخصص جُل جهده لغرض بناء الصورة النمطية الجديدة لمصر أو إشاعة فكرة معينة عن بلدنا فى الذهن العام الدولى بعد ثورة 30 يونيو العظمي، ولقد كان خطابه الشامل فى انعقاد الدورة رقم 72 للأمم المتحدة، والذى ألقاه الثلاثاء الماضي، أوضح وأهم إضافة فى هذا المجال وقد سبقه جهد يعلم به القاصى والدانى فى محاربة الإرهاب نيابة عن العالم وكذلك سبقه انكشاف المساندة القطرية للإرهاب الدولي، ليس ـ فقط ـ فى مظاهرات ووقفات شوارع نيويورك، ولكن فى الجهد الدبلوماسى الدؤوب للخارجية المصرية فى تبيان الصورة التى أطالت الدوحة الخداع حولها.وكذلك تواصل الدور المصرى (العالمي) فى محاربة الهجرة غير الشرعية، والمساعدة على استقرار الأوضاع فى سوريا وحفظ السلام الذى تحتل مصر المرتبة السابعة فى القوات المضطلعة به، وكذلك الإتجار بالبشر، وأزمة ميانمار، والعمل على تجنيب العالم الآثار المدمرة للصراع فى الأصقاع المختلفة، سواء فى ليبيا أو فلسطين.. وأستطيع القول بأن الرئيس نجح بنسبة مائة بالمائة فى رسم بورتريه مصر الجديدة أمام العالم مرسخا صورتها النمطية المحدثة التى أرادها الشعب المصرى سواء فى خطابه أو فى لقاءاته مع رموز ونجوم السياسة العالمية فى قبرص ورومانيا والبرازيل وصربيا والسعودية والإمارات وإسرائيل ولقائه مع ترامب، وحدد الرئيس فى خطابه خمس نقاط هى مجمل ملامح هذا البورتريه الجديد:

أولا: أن طريق الإصلاح الوحيد لكل مشكلات منطقة الشرق الأوسط هو التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، وبغيره لا خلاص فى سوريا أو فى ليبيا.. ثانيا: ضرورة إغلاق ملف أقدم الجروح العربية وهو القضية الفلسطينية. ثالثا: المواجهة الحاسمة مع الإرهاب وعدم التمييز بين المجموعات الإرهابية ومواجهة الدول التى تدعم وتمول الإرهاب أو تتبنى إعلامه.. رابعا: علاج جذور ومسببات الأزمات الدولية لايكون إلا بتضييق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة.. خامسا: نقل الرئيس السيسى أزمة سد النهضة الإثيوبى للمرة الأولى إلى الأمم المتحدة مطالبا جميع الدول بالالتزام بمبادئ الاتفاقيات الدولية للأنهار.