دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكومة أمس (الأحد)، إلى فعل المزيد لمواجهة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من الفوارق الاجتماعية.


وتعهد الملك تجاوز المعوقات وتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ البرامج التنموية، وخلق فرص العمل وضمان العيش الكريم، ودعا المغاربة للترفع عن الخلافات.

جاء ذلك في خطاب وجهه الملك للمغاربة في الذكرى الـ 19 لجلوسه على العرش من مدينة الحسيمة في منطقة الريف بشمال المغرب، التي شهدت احتجاجات عنيفة منذ أواخر تشرين الأول (أكتوبر) العام 2016 حتى منتصف 2017.

وقال العاهل المغربي إن «الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخصوصاً في المراحل الصعبة. والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، على رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات».

وكان إقليم الريف شهد احتجاجات عنيفة اندلعت بعد مقتل بائع الأسماك محسن فكري في تشرين الأول العام 2016 سحقاً في حاوية للنفايات عندما حاول استرجاع أسماكه المصادرة بحجة عدم قانونية صيدها.

وتحولت الاحتجاجات على مقتله إلى احتجاجات اجتماعية، مطالبة بتوفير فرص العمل والعيش الكريم وتنمية الإقليم الذي يعتبر بعض الناشطون أنه تعرض إلى التهميش، لا سيما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي قمع بشدة احتجاجا فيه العام 1958 وكان لا يزال وليا للعهد آنذاك.

وأشار الملك إلى أنه واثق أن المغاربة «لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية وبائعي الأوهام باستغلال بعض الاختلالات للتطاول على أمن المغرب واستقراره أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته، لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن على حد سواء».

وتابع «سنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم».

وأوضح «ينبغي الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته».

وأكد الملك «تحقيق المنجزات، وتصحيح الاختلالات، ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي يقتضي العمل الجماعي والتخطيط والتنسيق بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخصوصاً بين أعضاء الحكومة، والأحزاب المكونة لها».

ودعا الأحزاب إلى استقطاب نخب جديدة شابة، قائلا «الأحزاب تقوم بمجهودات من أجل النهوض بدورها. إلا أنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها».

وأوضح أن «الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان. فمنذ أن توليت العرش، وأنا دائم الإصغاء لنبض المجتمع، ودائم العمل والأمل، من أجل تحسين ظروفهم».