&كشفت كواليس الجولة العاشرة من اجتماعات «آستانة» التي بدأت أمس في منتجع سوتشي الروسي وتختتم اليوم، نجاح الروس في دفع ملف عودة اللاجئين إلى الصدارة، فيما تحدثوا عن تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية التي يسعى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى إنجازها قبل نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل.


وفي وقت بدا مستبعداً التوصل إلى تفاهمات، على هامش «آستانة 10»، لمستقبل محافظة إدلب (شمال سورية) الذي سيحال على قمة ضامني «آستانة» في طهران الشهر المقبل، حضت الذراع السياسية لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) القوى السياسية كافة على الانخراط في المسار السياسي، معتبرة في بيان أن ذلك «سيكون أكثر قوة وتأثيراً في وضع نهاية للعنف والحرب، وإنقاذ البلاد من الأزمة».

وتختتم اليوم جولة «آستانة 10» بلقاءات بين وفد النظام والمعارضة وبيان ختامي حول نتائجها. وأكدت مصادر روسية أن «موسكو راضية عن نتائج الجولة وأفلحت في دفع ملف القضايا الإنسانية ليتصدر البحث في الجولة الحالية كما نجحت في تغيير أولوية الملفات مع انتقال مسار آستانة إلى سوتشي، ما يمنح روسيا فرصة لتأثير أكبر في المسار السياسي، بعد انتهائها من تعديل ميزان القوى على الأرض».

إلى ذلك، قللت مصادر في المعارضة من إمكان إحراز تقدم في ملف المعتقلين، مشيرة إلى أن النظام السوري أرسل في الأيام الأخيرة قوائم بآلاف المعتقلين الذين قضوا في سجونه تحت التعذيب.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر مشارك في اجتماعات سوتشي أن «فرص التوصل إلى أي اتفاق بخصوص إدلب ضعيفة». وعزا ذلك إلى «ضعف تمثيل المعارضة عموماً وغياب المعارضين المدعومين من تركيا».

وأُعلن في القاهرة أمس أن عدداً من فصائل المعارضة المسلحة في شمال سورية وشرقها، وقع اتفاقاً لوقف النار في رعاية مصرية، وفي ضمانة روسية، ووساطة من رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا. وأوضح بيان أن الاتفاق «شمل المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب والعمل للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، وعودة اللاجئين إلى مناطقهم وإطلاق المعتقلين».

وأعلن دي ميستورا عن نقاشات سيجريها حول ملف «لجنة الدستور» مع وفود البلدان الضامنة، ولكن خارج صيغة آستانة، فيما تحدث ممثل الرئيس الروسي ألكسندر لافرينتييف عن «تطورات إيجابية طرأت على تشكيل اللجنة بعد مشاورات الأطراف الضامنة». ونبه إلى أن البلدان الضامنة لآستانة ستساعد في إطلاق العملية الدستورية وعمل لجنة الإصلاحات الدستورية.

وأكد لافرينتييف أن «من مصلحة البلدان الأوروبية تقديم المساعدة وخلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين طوعاً». وذكر أن الجولة الحالية في سوتشي تسعى إلى تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة، وهناك اهتمام كبير لدى مجموعات العمل الخاصة بالبحث عن المفقودين وتبادل جثث الضحايا. وأضاف أن لقاء رباعياً يضم البلدان الضامنة ودي ميستورا سيعقد اليوم، فيما يلتقي الروس وفد المعارضة، والوفد التركي كلاً على حدة.

وأكد لـ «الحياة» رئيس الهيئة السورية للتفاوض نصر الحريري أنه أجرى محادثات أمس مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف و «أكدنا أن الحل السياسي الشامل هو الوحيد لكل الملفات». وشدد على أن «الحل يجب أن يبنى على أساس بيان جنيف وضرورة الحفاظ على ما تبقى من مناطق خفض التصعيد بما يخدم العملية السياسية». وأوضح أن «عودة اللاجئين لا يمكن أن تتحقق من دون توفير البيئة المناسبة لهم أمنياً واقتصادياً».

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن «موسكو لم تنظر إلى ساحة آستانة على أنها بديل عن صيغة جنيف، بل اعتبرتها ساحة من شأنها أن تساهم في شكل ملموس في تحقيق تقدم في هذا المسار».

في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر متطابقة أن المعارض التاريخي السوري رياض الترك (88 سنة) الملقب بـ «مانديلا سورية» لتمضيته سنوات طويلة في سجون النظام، وصل إلى فرنسا قبل أيام قليلة بعد تهريبه عبر الحدود مع تركيا. وقال مصدر من المعارضة السورية في باريس: «وصل إلى فرنسا قبل يومين أو ثلاثة أيام، وينوي الإقامة هنا»، حيث تعيش إحدى بناته.