أسف المطارنة الموارنة «لمرور أكثر من شهرين على التكليف الحكومي في لبنان، من دون أن تسفر الاستشارات والاتصالات السياسية عن تشكيل حكومة جديدة، فيما الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والتطورات الإقليمية مصيرية». وأهابوا بـ «المراجع الرسمية والسياسية تجاوز الخلافات الناشئة من المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية وسواها، والإسراع في التوصل إلى الاتفاق على صيغة لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة، لا سيما على صعيد إدارة المرافق الحياتية، ومكافحة الفساد والإفساد في الإدارة العامة».


وطالب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان أمس، «المسؤولين في الدولة لمناسبة عيد الجيش، بتأمين كل ما يحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي وسياسي، ليستطيع القيام برسالته الوطنية على أكمل وجه». وثمنوا «ما يقوم به الجيش والقوى الأمنية كافة من جهود ويتحملونه من مخاطر في سبيل الدفاع عن الوطن، ومحاربة الإرهاب، وحفظ الأمن».

وسجلوا بـ «ارتياح إيلاء قمة هلسنكي مسألة النزوح السوري إلى لبنان جانباً من اهتمامها، وتولي روسيا الاتحادية تحريك هذه المسألة والإشراف على تأمين عودة النازحين السوريين إلى ديارهم في أسرع ما يمكن، بالتعاون مع الحكومتين اللبنانية والسورية». ولفتوا «انتباه المعنيين بهذا الملف، إلى وجوب الاعتناء بمعالجته من دون التوقف عند استثناءات لأسباب سياسية». وأشاروا إلى أنه «كما توافر حل لمشكلة السوريين غير المؤيدين حكومتهم في أكثر من منطقة سورية من خلال اتفاقات أو قوانين عفو، من الممكن أن يطبق ذلك على أمثال أولئك في صفوف النازحين إلى لبنان، بحيث لا يعود قسم منهم وتعلَّق عودة قسم آخر في انتظار حل سياسي ما».

وحذر المطارنة «من آفة الإدمان التي تفتك بشبيبتنا، والانتشار العشوائي لزراعة الحشيشة وتصنيع المخدرات على أنواعها وترويجها، فيما تثير أوساط سياسية موضوع زراعة حشيشة الكيف في لبنان، من ثلاثة وجوه: الإنماء المناطقي، ورفد خزينة الدولة بعائد مهم، والاستعمال الطبي». وأكدوا أن «هذا الموضوع في غاية الخطورة لأسباب اجتماعية وأخلاقية شتى».

ميقاتي: الجميع يتحدث عن حصص

وزار الرئيس ​نجيب ميقاتي​ البطريرك الراعي في الديمان، وقال إن «الحديث تركز على موضوع ​الحكومة​ وضرورة تشكيلها وأن تكون على المستوى المطلوب، ولسوء الحظ نرى اليوم الجميع يتحدث عن حصص وليس عن كفاءات ولا عن سياسات يجب أن تتبع في المستقبل على ضوء التحديات الكبيرة التي تنتظر الحكومة العتيدة». وأثنى على كلام الراعي عن «تحذيره الدائم حول التراجع الحاصل على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وحتى السياسية».

وعن الكلام حول «الغنج السياسي الموجه لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري»، قال: «ما من أحد يمكن أن يطلق أي إنذار للرئيس المكلف الذي كلف بأكثرية موصوفة وهو يتطلع إلى تشكيل حكومة تكون على مستوى التحديات. فمن الطبيعي أن تمثل الحكومة مختلف الفئات والهيئات السياسية».

وعن إمكان عقد جلسات تشريعية في ظل وجود حكومة مستقيلة، أجاب: «لا نريد أن ندخل بهذا الجدل لأنني أعتقد أن الرئيس (نبيه) بري لديه الحكمة لعدم طرح هذا الموضوع في الوقت الحاضر. ولكن من حيث المبدأ ​الدستور​ يؤكد فصل السلطات فأعتقد أنه عندما ينعقد المجلس النيابي بموجب سلطة تشريعية قوية وغياب سلطة تنفيذية بسبب الاستقالة فذلك يعني خللاً في التوازن، وبالتالي فالرئيس بري​ حريص على عدم حصول أي خلل في التوازنات في لبنان».