اعتبر الكاتب البريطاني كون كوفلين، أن محاولات أمير قطر تميم بن حمد تصوير بلاده كمكان مناسب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 قد فشلت.

وقال محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة «التليغراف» البريطانية، في مقالة له: «إنه في غضون أيام من لقائه مع تيريزا ماي في داوننغ ستريت، وجدت قطر نفسها تواجه المزيد من الدعاوى حول مخالفات تتعلق بقرار الفيفا المثير للجدل بمنح الدوحة تنظيم البطولة، رغم معارضة شديدة من الولايات المتحدة وأستراليا».

وأوضح كوفلين، أنه ومن المؤكد أن الاتهامات التي نُشرت في صحيفة «صنداي تايمز» ستعيد فتح النقاش العنيف حول قرار «الفيفا»، والذي قد يؤدي ذلك إلى منح البطولة إلى دولة أكثر ملاءمة، مع ذكر إنجلترا كبديل قوي.

وأشار إلى أن إزعاج قطر لا يقتصر على عالم الرياضة فقط، حيث كان أحد الاعتراضات الرئيسية على ملاءمة هذه الإمارة لتنظيم كأس العالم، والذي ظهر خلال عملية المناقصة الأصلية، هو علاقات قطر الوثيقة جداً بالجماعات المتطرفة الإرهابية مثل تنظيم القاعدة. وأضاف: «منذ سنوات، كان كبار أعضاء العائلة المالكة القطرية يقومون بتمويل ودعم هذه الجماعات، كجزء من حملة منظمة بعناية لتقويض أمن دول في العالم العربي مثل السعودية ومصر».

وألمح الكاتب البريطاني إلى نكتة شعبية منتشرة حالياً في الشرق الأوسط، هي أنه نظراً لولع القطريين بتمويل الإرهاب، فإنه في كأس العالم 2022 يمكن أن تشاهد فريقاً من تنظيم القاعدة في مباراة مع فريق تنظيم داعش في الدوحة».

وتابع: «كما هو الحال في محاولة لسرقة تنظيم كأس العالم، فإن القطريين قد أغدقوا الملايين على شركات العلاقات العامة، في محاولاتهم لصرف النظر العالمي عن علاقاتهم بمثل هذه المجموعات الإرهابية».

وأكد أن كل تلك الأموال في الدوحة لن تكون قادرة على إصلاح الأضرار التي لحقت بمكانة قطر دولياً، إذا استمرت الاتهامات حول علاقاتها مع الجماعات المتطرفة التي ارتبطت بتفجيرات مانشستر الانتحارية العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً وإصابة العشرات بجروح خطيرة.

وأشار كوفلين إلى أن سلمان عبيدي، المسؤول عن تنفيذ ذلك الهجوم الانتحاري، والذي تم إجلاؤه من ليبيا في سفينة حربية تابعة للبحرية الملكية البريطانية في عام 2014، قد أعاد تركيز الاهتمام على العلاقات التي تربطه مع المتطرفين المقيمين في ليبيا، مبيناً أن والد عابدي «رمضان» والذي عاش لسنوات عديدة منفياً في بريطانيا، كان عضواً سابقاً في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، وهي منظمة إرهابية قامت بحملة من أجل الإطاحة بمعمر القذافي، وتلقت تمويلاً من قطر التي دعمت أجندة المتطرفين.

وذكر أن هناك عضواً بارزاً آخر الآن في الجماعة المتطرفة المسلحة، وهو عبد الحكيم بلحاج، المتهم بتلقي تمويل من قطر، والذي برز كشخصية رئيسية في هجوم مانشستر، بعد اتهامات بأنه اعترض على محاولات بريطانية لاستجواب شاهد حيوي في قضية تفجيرات مانشستر.

وقال الكاتب البريطاني: «إن أحد الأدلة الرئيسية التي يتابعها فريق التحقيق في التفجير، هو الاتصال الذي ربما كان سلمان عابدي قد أجراه مع جماعة من الإرهابيين في ليبيا قبل الهجوم».

ومن المعروف أن عابدي منفذ الهجوم الانتحاري قد سافر إلى ليبيا مع شقيقه هاشم قبل وقت قصير من التفجير، ثم عاد إلى مانشستر لتنفيذ الهجوم، بينما بقي شقيقه في طرابلس، حيث تم اعتقاله بعد ذلك بوقت قصير.

ولفت إلى أن محاولات شرطة مانشستر التي ترأس التحقيق لاستجواب هاشم الذي بقي على قيد الحياة، والذي يعتقد المحققون أن لديه معلومات حاسمة عن القضية، أحبطها عبد الحكيم بلحاج الذي يسيطر على إحدى الميليشيات التي تحتجز هاشم، وقد ظهر اسم بلحاج أخيراً على قائمة تضم أسماء لمتطرفين تمولهم قطر.

وذكر كوفلين، أنه مع عودة عائلة عابدي وعلاقاتهم مع الجماعات المتطرفة في ليبيا إلى دائرة الضوء، سيتم تركيز الاهتمام حتماً على الدور المحتمل لهذه الجماعات في الإعداد للقيام بمهمات إرهابية أخرى. وأشار الكاتب إلى أنه نظراً للدعم الطويل الأمد الذي تقدمه الدوحة لمختلف الجماعات المتطرفة التي تتخذ من ليبيا مقراً لها، فإن القطريين قد يجدون أنفسهم في مواجهة بعض الأسئلة المحرجة للغاية، إذا ظهرت أدلة على أن دعمهم لمثل هذه الجماعات يرتبط بطريقة ما بتفجيرات مانشستر.

واختتم كوفلين مقاله في «التيلغراف» قائلاً: «علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن اسم قطر يتم ذكره فيما يتعلق بتفجيرات مانشستر، يوضح المعايير المزدوجة التي يدعمها النظام القطري، فمن ناحية يريد القطريون تصوير أنفسهم كمستضيفين جديرين للأحداث الرياضية الدولية المرموقة، ومن ناحية أخرى، يجدون أنفسهم مضطرين دائماً إلى تجنب الاتهامات بأنهم يمولون المتطرفين، وهذا المأزق لن يتم حله إلا عندما تنهي الدوحة دعمها للإرهاب».