&محمد أمين المصرى

&&

أفضل شيء لدى المسئولين الإسرائيليين بجميع مستوياتهم الحكومية والعسكرية هو الحديث الدائم عن الحرب، أى حرب، ويشاركهم فى هذا المحللون الإستراتيجيون فى وضع الخطط والسيناريوهات المستقبلية لأى حرب مقبلة..ومن يتابع الصحف العبرية لا يجد سوى حديث الحرب القادمة، فتارة يكون قطاع غزة هو المستهدف، وإن خبت الحديث عن القطاع يتصاعد حديث الحرب على لبنان، وأحيانا تكون منطقة الضفة الغربية هى المستهدفة.

والأمر المسلم به أن القادة الإسرائيليين ومعهم الإعلام لا يتركون مواطنيهم إلا وقد شعروا بالخطر الداهم القادم من قطاع غزة أو جنوب لبنان أو الضفة، ثم تطالب وزارة الدفاع بزيادة المخصصات العسكرية اللازمة لمجابهة هذه التطورات والأوضاع الخطيرة على كل مناطق الحدود. فمنذ منتصف مايو الماضى عندما نظم الفلسطينيون احتجاجات واسعة النطاق بمناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين، والإسرائيليون يتحدثون عن حرب انتقامية من سكان غزة، ويواصلون بث الرسائل الخفية والعلنية اليهم وتحذيرهم من حماس، ولم يسلم الرئيس أبو مازن من التهديدات.

وبينما لا يشعر سكان غزة بأى منغصات حيال هذه التهديدات التى يسمعونها ليل نهار من الإعلام العبرى، يعيش سكان إسرائيل خاصة المناطق المتاخمة للقطاع حالة من الهلع والذعر والفزع..فسكان غزة اعتادوا الهجمات الإسرائيلية شبه اليومية عليهم، فى حين أن سكان إسرائيل بالقرب من غزة عاشوا الأمرين بسبب الطيارات الورق الحارقة التى أرقت مضاجعهم منذ بداية الصيف، حتى إن بعض الإسرائيليين حاولوا الرد بإرسال طيارات الى أراضى غزة وفشلوا فشلا ذريعا..وزاد الطين بلة أن الطيارات الورق اعتبرها قادة إسرائيل العسكريون سلاحا فلسطينيا مدمرا ووضعوا الخطط الكفيلة بمنع وصول مثل هذه الطيارات الفتاكة الى مزارعهم حيث أحرقت آلاف الأفدنة منها، وكانت النتيجة هى فشل عسكرى إسرائيلى تام فى مواجهة مثل هذه الأسلحة الفلسطينية الحارقة! فإسرائيل التى تتحدث عن امتلاكها أقوى الأسلحة وأنظمة الدفاع الأمريكية فشلت فى منع طيارة ورق أطلقها طفل فلسطيني! ومع ذلك يوجد من العرب من يخشى إسرائيل.