أعلن زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي أمس، «وجود تفاهم جدي بين القوى السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر ضمن الفضاء الوطني».


وأفاد المكتب الإعلامي للمالكي في بيان، بأن الأخير ترأس اجتماعاً ضم أعضاء الائتلاف والمرشحين الفائزين في الانتخابات الاشتراعية. وأشار إلى أنه «تم خلال اللقاء البحث في مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية، وما أفرزته نتائج الانتخابات لا سيما بعد الانتهاء من عملية العدّ والفرز اليدوية للأصوات».

ولفت البيان إلى أن المالكي شدد على «أهمية تكاتف الجهود للتوصل إلى برنامج عمل وطني قادر على النهوض بأعباء المرحلة، والاستجابة للتحديات التي تواجه البلاد». وأكد «وجود تفاهم جدي مع الكثير من القوى الوطنية، بهدف بلورة المواقف، تمهيداً للانتقال إلى خطوات دستورية أخرى متعلقة بتشكيل الكتلة الأكبر ضمن الفضاء الوطني الذي يضم جميع القوى الوطنية وعقد الجلسة الأولى لتسمية الرئاسات الثلاث».

وأشار البيان إلى أن المالكي «دعا المجتمعين إلى العمل الجاد والتمسك بالثوابت الوطنية والتواصل مع الجماهير وتقديم اقتراحات القوانين التي تدعم حاجات العراقيين للخدمات»، مؤكداً أن «العراق وشعبه يستحقان العمل والتضحية للتقدم والازدهار».

وفي السياق، يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تشكيل لجان تفاوضية من أعضاء ائتلافه (النصر) للتشاور مع اللوائح الفائزة في مسألة تشكيل الحكومة، على أن تبدأ مفاوضاتها مع الأحزاب الكردية في إقليم كردستان، وفق ما أعلن عضو الائتلاف رياض التميمي أمس.

إلى ذلك، قال عضو ائتلاف «الفتح» عامر الفايز لـ «الحياة»، إن «مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر تسير بصورة سريعة، ويرجح إعلانها فور المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات».

وكانت مفوضية الانتخابات انتهت من العدّ والفرز اليدويين الأحد الماضي وذلك بعد ثلاثة أشهر تقريباً من الانتخابات التي جرت في أيار (مايو) الماضي، وهي الآن بانتظار تلقي الطعون والشكاوى قبل المصادقة عليها من المحكمة الاتحادية.

وأشار الفايز إلى أن «المصادقة على نتائج الانتخابات، ستعني تحديد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد التي سيعلن فيها اسم الكتلة الأكبر»، لافتاً إلى أن «هناك أسماء كثيرة مرشحة لرئاسة الحكومة، ولا يوجد اتفاق حتى الآن على اسم معيّن».

في غضون ذلك، كشف القيادي في تحالف «القرار العراقي» عبد ذياب العجيلي عن اتفاق نهائي لإعلان اندماج ائتلاف «الوطنية» و «القرار» في كتلة سنية واحدة. وقال في تصريح صحافي أمس، إن «ائتلافي الوطنية (برئاسة إياد علاوي) والقرار (برئاسة أسامة النجيفي) سيعلنان اندماجهما ضمن كتلة سياسية جديدة بعد ضم عدد من الكتل السياسية السنية الأخرى خلال الأيام المقبلة». وكشف العجيلي أن «اجتماعات مكثفة تُعقد حالياً لضم أكبر مقدار ممكن من الكتل الأخرى إلى التحالف الجديد». وأشار إلى أن «التحالف الجديد سيضم غالبية القوى السنية التي تتولى مهمات بناء التحالفات مع القوى الكردية والشيعية».

على صعيد آخر، أكد مصدر سياسي عراقي أنه «لن يعلن عن أي تحالف سياسي في البرلمان قبل مصادقة المحكمة الاتحادية العراقية على نتائج الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في أيار الماضي».

وأضاف المصدر في حديث إلى «روسيا اليوم» أن «ما يجري الآن من مفاوضات ولقاءات بين الأحزاب السياسية، لا يعدو كونه تفاهماً وجس نبض وتبادلاً للآراء بين الكتل الفائزة، ولن يكون هناك أي إعلان عن قيام تحالفات في البرلمان قبل مصادقة المحكمة الاتحادية العراقية على نتائج الانتخابات».

ولفت إلى أنه «على رغم نضوج بعض التفاهمات، إلا أنها لم تصل حتى الآن إلى أي مستوى من اتخاذ القرارات النهائية في شأن التحالفات، خصوصاً لدى الأحزاب الشيعية».