& كان ملف سورية، تحديداً شمالها الغربي حيث إدلب، محور اتصالات ديبلوماسية بين عدد من العواصم الفاعلة. فوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحث التطورات السورية مع ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمّد بن سلمان، إلى جانب المستجدات في العراق وأفغانستان واليمن. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأميركية بأن بومبيو شكر الأمير محمد بن سلمان «على دعم السعودية الحاجات الملحة لتحقيق الاستقرار في شمال شرقي سورية».


كما استضافت أنقرة محادثات روسية - تركية بحثت التعاون في حل ملف إدلب تحت عنوان محاربة «جبهة النصرة» (المنضوية في هيئة تحرير الشام) المستثناة من اتفاق خفض التوتر الموقع في آستانة (راجع ص3).

وفي حين أعرب وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة أمس، عن أملهما بالتوصل إلى اتفاق لتسوية الأوضاع في إدلب من دون عملية عسكرية ضخمة، أكد الوزيران أن الأوضاع أعقد وأصعب من مناطق خفض التصعيد التي حسم مصيرها سابقاً، بوجود أعداد كبيرة من الإرهابيين في المحافظة انتقلوا إليها من مناطق أخرى.

وشدد لافروف على ضرورة مراعاة تفاهمات آستانة في ما يخص مناطق وقف التصعيد، والقاضية باستثناء التنظيمات الإرهابية من وقف النار. وأكد أن للجيش السوري الحق في استهداف الإرهابيين في إدلب حسب القرار الرقم 2254، وأن الدور حان لإنهاء «النصرة» بعد اقتراب دحر «داعش».

من جهة أخرى، حذر أوغلو من «مجزرة» في حال اقتحام كامل إدلب. وشدّد على أنّ من المهم «التمييز بين الإرهابيين ومقاتلي المعارضة وما يصل إلى ثلاثة ملايين مدني». وأشار إلى أن بلاده أقامت 12 نقطة مراقبة بالتنسيق مع روسيا لضبط الأوضاع، مضيفاً: «السكان المحليون والمعارضون المعتدلون منزعجون جداً من هؤلاء الإرهابيين، لذلك علينا جميعاً قتالهم»، موضحاً أنه لا يمكن تأمين الوضع في شكل كامل في ظل وجود تنظيمات إرهابية. وتعتبر تصريحات جاويش أوغلو حول إدلب «أقل حزماً» من سابقتها، إذ كان هدد في آخر تصريحات له بالانسحاب من اتفاق آستانة عند بدء أي عمل عسكري من جانب النظام أو روسيا.

وعلى رغم أن لافروف لم يُسقط احتمال شن عملية على إدلب، ما قد يتسبب في موجة نزوح كبيرة نظراً إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون في المحافظة، إلا أنه أكد أن الظروف باتت مواتية من أجل عودة اللاجئين إلى سورية. وقال أن الموقف الغربي المناهض لعودتهم فاجأ موسكو، خصوصاً «إخلاء جزء كبير من سورية من الإرهابيين»، مؤكداً أن الظروف باتت مهيأة من أجل عودة اللاجئين السوريين «من تركيا ولبنان والأردن ومن أوروبا إلى ديارهم».

في غضون ذلك، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن معارضته عودة النازحين السوريين في «ظل الظروف الحالية واستمرار الأوضاع الخطيرة» في سورية. وأشار إلى أنّ الأمم المتحدة «لا تستطيع ضمان عودة مثل هذا العدد (ما يزيد على خمسة ملايين) في ظل استمرار النزاع».

ميدانياً، واصل النظام السوري استقدام التعزيزات العسكرية إلى مثلث غرب إدلب – جبال اللاذقية – سهل الغاب، مع مواصلة قصفه المنطقة ومحاور في محافظة حلب، في وقت أنشأت الشرطة العسكرية الروسية أربع نقاط أمنية في مرتفعات الجولان السورية.

وتعهّد نائب قائد القوات الروسية في سورية سيرغي كورالينكو تسليم هذه النقاط إلى جيش النظام السوري، في حال عادت قوات حفظ السلام الأممية إلى العمل في المنطقة المنزوعة السلاح.

ووفق مؤشرات ميدانية من شمال شرقي سورية، تُجهز قوات سورية الديموقراطية (قسد) لإطلاق المرحلة الثالثة من حملة «عاصفة الجزيرة» شرق الفرات، للسيطرة على آخر الجيوب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».