"كنت مترددة كثيرا في زيارة المغرب من كثرة ما سمعت أنه بلد سحر وشعوذة، وأن نساءه جميلات ويسحرن الخليجيين ليتزوجونهن..فلا تذهبي إلى هناك ولا تأخذي معك زوجك وأولادك..وكلام كثير يردده المرضى النفسيون والنساء الغيورات وأشباه الرجال، وذهبت وندمت..".

بهذه العبارات استهلت سائحة سعودية سلسلة من "التغريدات" على موقع "تويتر" حول المغرب، انطلاقا مما عاينته وعاشته خلال زيارتها إلى المملكة رفقة بناتها، كاشفة أن الصور النمطية السائدة عند بعض أهل الخليج حول المغرب وأهله تصورات خاطئة يدحضها الواقع.

تقول السائحة السعودية، واسمها أمينة المقطع، إنها ندمت على عدم زيارة المغرب من قبل، بسبب "الكليشهات" التي كانت تسمعها من بعض الناس، دون أن تشد رحالها إلى المملكة لتشاهد بنفسها وتعيش مع أهلها وبينهم، محمّلة المسؤولية للإعلام الخليجي الذي يروّج مثل هذه الصور النمطية.

تقول السائحة السعودية في إحدى "تغريداتها" الكثيرة التي اختارت تدوينها تحت وسم "المغرب بعيون سائحة سعودية": "المغرب مظلوم إعلاميا في الخليج"، قبل أن تضيف: "من يذهب إليه لحاجة في نفسه لا يعرف المغرب حق المعرفة، ولم يشاهده بحق..وجدت بلدا جميلا يفوق الوصف..جمال أخاذ وماض عريق وحضارة مميزة".

واسترسلت أمينة: "عوّد نفسك على ألا تحكم على بلد، أو على شخص أو على أي شيء سمعت عنه من الآخرين. عندما عملت تغطية بتطبيق "سنابشات" عن المغرب في صفحتي الكل انبهر ولم يصدق أن هذا هو المغرب. الإخوة المغاربة مسالمون وراقون جداً. شعب مؤدب ولكن لا تستفزه..فما دون الحلق إلا اليدان".

ونوّهت السائحة السعودية بخصال المغاربة، وبحفاوة الاستقبال وكرامة الضيافة التي يحيطون بها الوافدين على المملكة، قائلة: "الشعب المغربي مضياف. وردَ علي كم هائل من الرسائل يعرض علي أصحابها خدماتهم جازاهم الله خيرا، ويقترحون علينا أماكن نزورها، فعلا شعب طيب خلوق ومضياف وراقٍ جدا جدا".

وأبدت السائحة السعودية انبهارها بالصناعات اليدوية التي تبدعها أنامل الصناع التقليديين، من الفخار والنحاس والجلود وغيرها، وإعجابها بكرم وطيبوبة الصناع التقليديين؛ كما عبرت عن إعجابها بالمدن المغربية التي زارتها، وخاصة طنجة، التي قالت عنها: "طنجة ساحرة وجوها خيال، جمعت بين التقدم والازدهار وعراقة وأصالة الماضي..جميلة بجوها وناسها وطبيعتها وقربها من إسبانيا".