& كامل عبدالله الحرمي

&

أهم رقم في معدل انتاج النفط هو انتاج النفط الخام السعودي الشهري، وهو محط أنظار العالم، خصوصاً في البيت الأبيض الأميركي، وهو المحرك اليومي لسعر البرميل انخفاضا وارتفاعا، حيث المطلوب حاليا هو زيادة الانتاج لخفض سعر البنزين، خصوصاً للمستهلك، والصوت الأميركي في الانتخابات المحلية الأميركية القادمة. وهو ما يطالب به البيت الأبيض الأميركي. ولهذا فقياس ومتابعة معدل الانتاج الشهري للنفط الخام السعودي هما المعيار والمقياس.


ان انخفاض انتاج المملكة بنحو 200 الف برميل في الشهر الماضي، مقارنة بشهر يونيو الماضي، الى معدل انتاج 10.300 ملايين برميل أدى الى ارتفاع في سعر النفط الخام، وأثار التساؤلات والتكهنات المختلفة من عدة اطراف نفطية متخصصة، ومن الادارة الأميركية، التي كانت تطالب دول اوبك بزيادة الانتاج لخفض الأسعار، مع اقتراب موعد فرض العقوبات على الصادرات النفطية على ايران مع حلول شهر نوفمبر القادم، وبخفض مرتقب بقرابة مليون برميل يوميا. ولهذا التساؤلات والأسباب وراء الخفض السعودي.


في حين تؤكد شركة أرامكو أن السبب الرئيسي هو عدم وجود طلب اضافي من المستوردين، ومن اصحاب المصافي على النفط السعودي، ولكنها لا تريد ايضا تخزين النفط في الأسواق النفطية، التي قد تؤدي لاحقا الى فائض نفطي وتخمة نفطية، الدول النفطية في غنى عنها، خصوصاً مع تزايد انتاج النفط الصخري الأميركي.


وهذا لا يصب في مصلحة سعر النفط، ولا يساعد ايضا على وحدة المنظمة النفطية، ولا تريد السعودية مثلا مزيدا من التدهور في سعر النفط، بعدما استطاعت، ومع بقية الدول النفطية من خارج المنظمة، من التخلص من الفائض النفطي العالمي، وإعادة التوازن في الأسواق النفطية، وإعادة سعر النفط الى مستوى مقبول في نطاق 70 دولاراً.
والأمر الآخر الأهم هو التزام المملكة، مع بقية منتجي النفط من خارج المنظمة، بخفض الانتاج عند معدلات معينة، مثلما التزموا بخفض الانتاج، ولأن التعاون مع دول خارج المنظمة وروسيا أصبح واقعا والتزاما.
وقد لا نرى اي تغيير في مستوى انتاج النفط السعودي في الشهر الجاري كذلك. فإن الأهم هو الأشهر القادمة، ومع نهاية الصيف وبداية فترة الشتاء، لتتزامن مع العقوبات على الصادارات الإيرانية، حيث الانتاج السعودي من النفط هو الأهم والمؤثر.

&