عبدالعزيز السويد 

في أول ظهور له بعد أيام متوالية من الاحتجاجات الغاضبة في إيران، اتهم خامنئي المحتجين بالعمالة للخارج، وكان من المتوقع أن يلجأ إلى امتصاص غضب الشارع إلا أن وهم «حيازة الثورة» دفع للهروب إلى الأمام، والمتوقع أن يحدث الخطاب رد فعل أقوى في الشارع كما سيطلق يد قوى بطش النظام ضد المتظاهرين.

لكن من جانب آخر، التظاهرات المتصاعدة لها صدى وأثر مهم خارجها خاصة في سورية وصعدة اليمن وضاحية بيروت. كل الأذرع التي صنعها نظام خامنئي في الدول العربية في حالة ترقب وقلق مغلف بالصمت، وكل يوم جديد من انتفاضة الشعوب الإيرانية يزيد الضغوط على قيادات هذه القوى التي تعودت على صدارة مشهد الدعاية لإيران وتنفيذ مخططاتها في العالم العربي. ارتدادات الانتفاضة في إيران يجب استغلالها عربياً، ولا شك في أن الحالة المعنوية في انحدار والعيون على ما يحدث في قم وطهران، وآخر الأخبار التي أوردها معارضون من الأحواز أنه تم الاستعانة بميليشيات طائفية من عرب اللسان لقمع الاحتجاجات في الأحواز، وهو أمر متوقع فالنظام الخميني بارع في استخدام الأدوات وقد عمل لعقود على صناعتها وتربيتها.

توفر الأوضاع في إيران فرصة سانحة للقوى العربية الوطنية في كل الدول التي تغلغلت فيها ميليشيات إيرانية سواء في العراق او اليمن او لبنان وكذلك سورية، مع الاختلاف في واقع كل دولة تعاني من تدخلات إيران، إلا أن العامل المشترك هو فرصة استعادة السيادة الوطنية واجتثاث كل عملاء إيران حتى لو غيروا أقنعتهم، لا ينسى أنه ومنذ شهور مضت أن صور خامنئي وخميني وروحاني كانت ترفع باحتفاء شبه رسمي على الأعمدة في شوارع عواصم عربية، وهي الصور ذاتها التي تحرق الآن في طهران ومشهد وغيرها من المدن الإيرانية. وهناك دور لوسائل الإعلام العربية الحقيقية في أن تتوجه بالتركيز في رسائلها الإعلامية على حواضن العمالة لإيران في العالم العربي، يجب أن يعلم المغرر بهم من حطب الميليشيات ومؤيديها في الدول العربية، أن القوة التي صنعت ودعمت قيادتهم في مهب الريح، وأن الشعب الإيراني قد ينقلب عليهم هم أيضاً ويحاسبهم مستقبلاً وهذا ليس ببعيد.