عبدالعزيز السويد 

هل لهذا السؤال أن يطرح؟ والكل يرى أن إيران قدمت خدمات جليلة لإسرائيل في مختلف الدول العربية، التي تغلغلت فيها، إذ تم تفتيت دول عربية على يد الثورة الطائفية المصدرة من طهران، وأشغلت دولاً أخرى بمواجهة الصلف والغرور الإيراني، فلم تمس إسرائيل برصاصة ولم يخرج الخطاب الإيراني عن النص، إذ بقي ملتزماً بحدود الحرب الإعلامية، مستخدماً فلسطين والقدس رافعة شعوبية لمغامراته.

أما الولايات المتحدة فهي المستفيدة من طموحات إيران العسكرية بمزيد من بيع السلاح للدول المستهدفة من إيران، والظهور بمظهر الحليف، وهي من دعمت هذا النظام، وقدمت له العراق على طبق من ذهب، لذلك فإن بقاء نظام خامنئي يصب في مصلحة واشنطن وتل أبيب، بل إن تصريحات البيت الأبيض والساسة الأميركيين، التي تدعم المظاهرات الإيرانية، تصب في مصلحة الحشد الداخلي لمصلحة نظام خامنئي ضد معارضيه.

التصريحات من تركيا هي التي أجبرت على ذكر الحقائق السابقة، فالحكومة التركية دعمت النظام الإيراني بعدد من التصريحات عن المظاهرات في المدن الإيرانية، مؤكدة أن واشنطن وتل أبيب وراءها، هذا الموقف فاجأ البعض، لكنه في واقع الأمر عبر تعبيراً دقيقاً عن انتهازية السياسة التركية ووصولها إلى مفترق طرق، بين شعارات ترفعها في أحداث عربية مماثلة، وبين ما يحدث في إيران، إذ تخاف أنقرة من امتداد النار إلى أراضيها، هذا من حقها، لكن الكيل بمكيالين بهذه الصورة المكشوفة عرى انتهازية وشعبوية السياسة التركية في المنطقة العربية.