«لوتون»

أفردت صحيفة «لوتون» السويسرية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الاحتجاجات التي اندلعت في إيران خلال الأيام الأخيرة احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، معتبرةً أن الطبقات الشعبية تشعر بالخيانة والخذلان بسبب الوعود التي لم يتم الوفاء بها بعد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

الصحيفة قالت إن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع إيران من أجل الاحتجاج فاجأوا الجميع، بدءاً بالنظام نفسه. لكن خلافا لـ«الحركة الخضراء» الاحتجاجية في 2009، التي رأت النور في طهران أولا، فإن الاحتجاجات الحالية بدأت في مدينة مشهد نهاية ديسمبر، قبل أن تمتد وتنتشر في مدن صغيرة في إيران العميقة. هذه الاحتجاجات، تقول الصحيفة، لا تهدف إلى إصلاح النظام من الداخل، بل تهاجمه بشكل مباشر، ودون تمييز بين إصلاحيين ومحافظين، مشيرةً إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يسلم من غضب المحتجين الذين هتفوا «الموت للدكتاتور» وأقدموا على إحراق صوره. بل حتى الرئيس المعتدل حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه في خطوة انفتاح من قبل الشعب الإيراني في مايو الماضي، تعرّض لانتقادات المحتجين.

وعن أسباب هذه الاحتجاجات، تقول الصحيفة إن الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني من الفساد والتفاوت الكبير، لا تستفيد منه سوى طبقة من المحظوظين، مضيفةً أن موجة الاحتجاج الحالية هي، بهذا المعنى، جديدة جداً، وتتزعمها الطبقاتُ الشعبية التي دعمت المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد في الماضي، إضافةً إلى جزء من الطبقة المتوسطة. فعقب الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين الخمسة إضافة إلى ألمانيا، شعرت هاتان الطبقتان بأنهما تعرضا للخيانة من قبل حكومة روحاني التي وعدتهم بمستقبل اقتصادي أفضل، لكنها لم تف بما وعدت به. وحسب الصحيفة، فإن هذه الحركة الاحتجاجية غير المنظمة، والتي لا زعيم لها، تكشف عن أزمة اجتماعية كبيرة وعن فقدان الثقة في نظام ذي أجنحة متعددة ومتنافسة. وتقول إن المحتجين نددوا بالسياسة الإقليمية التوسعية لطهران وتدخلاتها في العراق وسوريا واليمن، مضيفة أن المحتجين يطالبون النظام بالاستثمار في إيران وليس في سياسة القوة الباهظة التي يتبعها في المنطقة.

«ذا هيندو»

صحيفة «ذا هيندو» الهندية علّقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على التوتر الذي أصاب العلاقات الأميركية الباكستانية في ضوء اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسلام آباد، ضمن تغريدة على تويتر، «بالأكاذيب والخداع» ملوّحا بقطع المساعدات المالية لها، وما تلا ذلك من مظاهرات شعبية في إسلام آباد احتجاجا على هذه التصريحات. الصحيفة اعتبرت أن رد فعل باكستان الرسمي لم يكن بنفس حدّة الاتهامات الأميركية لإسلام آباد، حيث عقد رئيس الوزراء شاهد خاقان عباسي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني صدر في ختامه بيان عبّر عن «خيبة الأمل» على خلفية التصريحات الأميركية، مشيراً إلى سجل باكستان في محاربة الإرهاب وتوفير الدعم للجهود الأميركية في أفغانستان. وحسب الصحيفة، فإن هذا الاعتدال والاتزان في الرد الباكستاني يعزى إلى جملة من الأسباب؛ أولها أن القرار الأميركي بقطع 255 مليون دولار لم يكن غير متوقع، ذلك أن إدارة ترامب كانت قررت، في مايو الماضي، خفض المساعدات السنوية من 255 مليون دولار إلى 100 مليون دولار. وفي أغسطس الماضي، أبلغت الإدارةُ الكونجرس بأنها لن تقدم الجزء الحالي الخاص بـ2016، بينما كان القرار بشأن 2017 لم يصدر بعد.

والسبب الثاني هو أنه إذا كان التدهور العام في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون مصدر قلق رئيسي لباكستان، فإن إلغاء المساعدات المالية الأميركية قد لا يكون مثيراً لقلق كبير، نظراً لأن المساعدات الأميركية لباكستان توجد أصلا في أدنى مستوياتها منذ 2001.

أما السبب الثالث، حسب الصحيفة، فهو ازدياد ثقة باكستان في أن لها بديلا في الصين، لاسيما في ضوء تعهد بكين بأكثر من 100 مليار دولار من القروض لمشاريع البنية التحتية لـ«الرواق الاقتصادي الصيني- الباكستاني»، ومشاريع الكهرباء، وغيرها.

«تشاينا دايلي»

ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، اعتبرت صحيفة «تشاينا دايلي» أن مدّ الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون يده» لكوريا الجنوبية وعرضه للحوار معها، يمثل فرصة ينبغي اغتنامها، مضيفة أنه طالما أن كل الأطراف المعنية تفضل حلاً سلمياً للأزمة، فيجدر بها ألا تدع فرصة مثل هذه تضيع من دون محاولة. صحيح أن بيونغ يانغ لديها سجل سيء من حيث المصداقية، تضيف الصحيفة، «لكن ماذا لو أنها ترغب حقاً في حوار هذه المرة؟». الصحيفة قالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون محقاً عندما اعتبر أن غصن الزيتون الذي قدمته بيونغ يانغ لسيول إنما يُظهر أن العقوبات وتدابير أخرى «بدأت تؤتي أكلها»، مضيفة أن الأطراف المعنية لديها خيار زيادة العقوبات بشكل كبير في حال عادت بيونغ يانغ إلى ممارساتها القديمة. وبالتالي، تخلص الصحيفة، وبدل القول بامتلاك «زر نووي أكبر وأكثر قوة»، تقول الصحيفة، كان يجدر بالرئيس الأميركي أن يحاول دعم رغبة سيول في الحوار مع بيونغ يانغ.

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت إن بلادها لن تأخذ أي محادثات على محمل الجد، لأنهم يريدون من بيونغ يانغ أن تتخلى عن أسلحتها النووية الآن، ولا يريدون «حلا ترقيعياً مؤقتاً». والحال أن الحل الترقيعي المؤقت هو بالضبط ما تريده سيول أثناء استضافتها للألعاب الأولمبية الشتوية الشهر المقبل، تتابع الصحيفة، التي اعتبرت أن المحادثات المرتقبة بشأن التعاون الأولمبي يمكن بالفعل أن تؤدي إلى مزيد من الحوار بين الكوريتين.

وإلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن كيم أعاد فتح «الخط الساخن» أو قناة الاتصال العابرة للحدود مع كوريا الجنوبية، وذلك لأول مرة منذ قرابة عقدين، الأربعاء الماضي، وذلك في وقت بحث فيه الغريمان إمكانية الجلوس إلى طاولة الحوار بعد أشهر من التوتر والمخاوف من الحرب. وهو ما ردت عليه سيول بشكل إيجابي حيث وافقت على الحوار الثلاثاء المقبل حول التعاون بشأن الألعاب الأولمبية الشتوية، تقول الصحيفة التي ترى أن مثل هذه البراغماتية الدبلوماسية يمكن أن تخدم مصلحة سيول، خلال فترة الألعاب على الأقل، قبل أن تختم افتتاحيتها بالتعبير عن أملها في التوصل إلى نتيجة أكثر أهمية إذا استطاع الطرفان المضي قدما في اتجاه الحوار.

إعداد: محمد وقيف