علي سعد الموسى 

في تعليقي على القرارات الملكية الأخيرة قلت على القناة السعودية الأولى بالتقريب ذات ما قلته لمجموعة كبيرة من الزملاء والأصدقاء حين جمعتنا الصدفة ونحن ننتظر بداية النشرة الإخبارية: واثق جداً أن سلمان بن عبدالعزيز أفضل قارئ لطلبات هذا الشعب، وأفضل متصفح لمعاناة كل شرائح المواطنين.

لأكثر من أربعين عاماً، كان «الأمير» الذي يداوم ما بين الثامنة حتى مشارف الرابعة عصراً، ولا وظيفة إلا قراءة مئات الأوراق في اليوم الواحد لتظلمات مئات المواطنين من قصص حياتهم المختلفة. وفي قصة الاحتكاك والتواصل ما بين المواطن وبين الحاكم سيبقى رأيي الخاص أن إمارة مثل إمارة الرياض بالتحديد، ووحدها من بين كل أبواب أجهزة هذه الدولة بيت الخبرة الأول في ذلك المجال. الرياض طيف وطني مكتمل. في صالون أبو فهد بإمارة الرياض تشاهد كل شرائح المواطنين من كل بوصلات الوطن الأربع. إليه يفد أكبر فئات الأثرياء وأيضاً معاريض الأكثر عوزاً في هذا البلد.

يقرأ قصص أعتى المجرمين مثلما يلامس أيضاً هموم المسحوقين المظلومين. يباشر في صالونه إعادة برمجة أصحاب النفوذ الطاغي من الأمراء والوزراء وأصحاب المال والجاه مثلما يستمع إلى مطالب عشرات النساء المسكونات بقصص مآسيهم المتعددة. قلت لزملائي في المجلس إنني واثق جداً من كل بشائر نشرة الأخبار ومن حتمية هذه الليلة حتى قبل أن تبدأ النشرة. يداعبني أحدهم: وهل تستطيع كتابة التمييز ما بين الموظف وبين المتقاعد من خراج هذه القرارات؟ نعم، وبصوت مسموع. لو كنت على طاولة التشاور لاقترحت 800 ريال لكل طرف. المتقاعد لا يشرب من برادة المسجد إذا شرب الموظف قارورة من البقالة. الموظف لا يأكل الأرز البسمتي حين يأكل المتقاعد الأرز الأميركي الرخيص. ولكن للعدالة: أنا موظف ولي زوجة متقاعدة. هل ستكتب أيضاً: ولماذا سنة واحدة؟ والجواب أن هذه النقطة بالتحديد لا تقلقني أبداً طالما كان لدينا ولي أمر مثل أبو فهد. بعد عام، أنا في كامل الثقة أنه سيعيد قراءة كل هذه البشائر إذا ما استمررنا في نفس الظروف. أنا مطمئن جداً، ومعه بالذات، أن نشرة الأخبار ستكون نفسها بكل البشائر لشعبه في نفس الليلة بعد سنة.