أنور أبو العلا

بتاريخ 29 ديسمبر 2017 مع مطلع العام الجديد 2018 يفاجئنا مركز (Rystad) للطاقة بعنوان لتقرير جديد مثير للجدل كما عودنا أن يفاجئنا هذا المركز النرويجي بعناوين تقاريره المثيرة للجدل على رأس كل سنة من السنوات الثلاثة الماضية. يقول عنوان التقرير الجديد: أمريكا ستزيح (dethrone) السعودية وروسيا من التربع على عرش إنتاج البترول الخام في العالم بنهاية عام 2018. ثم يمضي التقرير قائلا: لأول مرة منذ عام 1975 (منذ 42 سنة) تتهيأ أمريكا الآن لتتخطى إنتاج بترول السعودية وروسيا لتصبح المنتج الرئيس الأول للبترول الخام في العالم.

ثم يستعرض التقرير إنتاج الدول الكبرى الثلاثة (المملكة، وروسيا، وأمريكا) المنتجة للبترول خلال العامين: 2017 و 2018، شهرا بشهر (يلاحظ أنه بالنسبة للإنتاج لعام 2018 هي توقعات رايستاد) حيث كان إنتاج الدول الثلاثة في يناير عام 2017 وفقا للتقرير مرتبة من الأكبر إلى الأصغر كالتالي: روسيا 11.2 مليون برميل في اليوم، ثم المملكة 10.75 ملايين برميل، ثم أمريكا 8.9 مليون برميل.

لكن يتوقع التقرير أن يرتفع إنتاج المملكة إلى المركز الأول فيبلغ 11.2 مليون برميل في اليوم في يوليو عام 2018 متخطية إنتاج روسيا. بينما سينخفض إنتاج روسيا إلى 11 مليون برميل في اليوم ويرتفع إنتاج أمريكا إلى 10.5 ملايين برميل.

لكن وهنا المفاجأة بحلول شهر ديسمبر 2018 يتوقع التقرير أن يقفز إنتاج أمريكا إلى المركز الأول متخطيا إنتاج المملكة وروسيا فيبلغ إنتاج أمريكا 11.2 مليون برميل في اليوم. بينما ينخفض إنتاج المملكة إلى 10.5 ملايين برميل. ويبقى إنتاج روسيا للبترول عند مستواه منذ شهر يوليو 2017 البالغ 11 مليون برميل في اليوم.

اللافت للانتباه هو الدعاية والانتشار الكبيرين للتقرير وإعادة صياغة عنوانه بعبارات مثيرة في بعض الصحف المتخصصة في الطاقة والبترول رغم أن مركز رايستاد لم يكن مشهورا قبل تقريره الصادر بتاريخ 4 يوليو 2016 (قبل سنة ونصف) بعنوان: «أمريكا وليس السعودية تملك الآن أكبر احتياطي بترول في العالم».

ولقد كتبت أنا في هذه الزاوية في حينه عند صدور هذا التقرر مقالا بتاريخ 17 يوليو 2016 بعنوان: «أمريكا وليس دول أوبك لديها أكبر احتياطي للبترول».

لعله من الجدير بالذكر أن نذكر التقرير الثالث الآخر المثير للجدل الذي سبق أن نشره مركز رايستاد بتاريخ 20 يونيو 2017 بعنوان: السعودية تضيف احتياطيات جديدة وتستعيد مركزها في القمة فوق أمريكا وروسيا. ولقد كتبت أنا أيضا في حينه بعد صدور هذا التقرير باثني عشر يوما مقالا في هذه الزاوية بعنوان: المملكة تملك أكبر احتياطي بترول في العالم.