خالد أحمد الطراح 

أمسية دافئة احتضنتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في 2018/1/15 بمناسبة الذكرى المئوية للزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، من تنظيم التيار العروبي في الكويت ومشاركة المنبر الديموقراطي والحركة التقدمية الكويتية والحركة الليبرالية الكويتية والتحالف الاسلامي الوطني تقدمهم العم الفاضل محمد السداح، اطال الله في عمره.


كانت المناسبة طيبة للقاء بعض الاخوة الافاضل منهم أ. أحمد الديين والدكتور خليفة الوقيان، لكن للأسف الأمسية طغى على معظمها السرد التاريخي لحياة وانجازات المرحلة الناصرية التي هي حاضرة لمن أمعن بقراءة التاريخ، او حتى لمن لم تتوافر له الفرصة لقراءة كل الادبيات المؤيدة والمعارضة لتلك المرحلة البارزة في تاريخ الامة العربية، بما في ذلك كتاب «فلسفة الثورة» والعلاقات الكويتية – الناصرية.
أولى ملاحظاتي أن الحضور كان محدوداً كويتياً وأغلبية عربية، علاوة على ان معظم الحضور من فئات عمرية متقاربة وأخرى متقدمة لم يكن بينها إلا عدد قليل من الشباب من الجنسين.
الملاحظة الأخرى بدأت مع الدقائق الاولى من الامسية بقصائد لم تخل من التمجيد بشكل تقليدي، على الاقل بالنسبة لي كمستمع، علاوة على من حاول الربط بين المناسبة والقضية الفلسطينية شعراً وكذلك الدين وهي من القضايا المثيرة للجدل، سواء عند مؤيدي الزعيم عبدالناصر او معارضيه، ولا حاجة الى نبش جروح تلك المرحلة.
توقعت فعلاً ان تكون المناسبة لتصدير الحوار بشكل غير تقليدي، وتحديداً عن الفرق بين القومية والهوية العربية، الذي تفضل بتناوله الاستاذ فهد سيف العجمي.
لا شك ان إلقاء الضوء على الجانب الكويتي – الناصري مهم، كما حصل على لسان العم السداح، خصوصاً دور العم الدكتور احمد الخطيب، المناضل والإنسان، اثناء تلك المرحلة، لكن كنت اود لو اتيح الوقت مثلاً لممثلي المنبر الديموقراطي والتحالف الاسلامي الوطني وآخرين من الشباب الذين تحدثوا بشكل مقتضب لكن لامست لغتهم حال اليوم للأمة العربية والإسلامية وربما رسالتهم بلغت فصاحتها عند اقرانهم.
تصدير حوار حول تاريخ صاحبه الجدل السياسي في وقت تحتضر فيه شعوب وأمم وأنظمة عربية وإسلامية كان يفترض ان يركز على حضور شبابي بالدرجة الاولى، وإشراكهم في الحوار بلغتهم ووسائل الاتصال الحديثة، فالشباب هم الشريحة الاجتماعية الاكبر تأثرا وتأثيرا، خصوصا في الظروف المعقدة التي تنوء فيها دول وشعوب دول التعاون الخليجي.
رواية التاريخ من منظور احادي لا تستوعبه عقول شبابية وفضاء الكتروني، وكذلك الحال للبلاغة الادبية لا تكسر فجوة الحوار بين الاجيال والحواجز الذهنية والنفسية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في وسائل الاتصال الجماهيري والخروج عن الاطار التقليدي والنمطي في اللغة والأسلوب.
نقدي الودي لا يختلف عما صاحب بعض الكلمات من الاخوة المشاركين والحضور من اجل حوار تتواصل فيه الاجيال، لا سيما شباب الحاضر والمستقبل الواعد.
شكراً للجميع وآمل ان تثري ملاحظاتي تصدير التاريخ والحوار بأسلوب تفاعلي.
* * *
غير مفهوم الغرض من طلب الحركة الليبرالية عدم ذكر اسم ممثلها اثناء الامسية وهي حركة علنية وقانونية تنشد ترسيخ الحريات!