سامر إلياس 

لا تكفي مدخرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلا لشراء نحو 30 متراً مربعاً في شقة في شارع أربات وسط موسكو، فالرجل الأقوى في روسيا منذ عام 2000 هو الأفقر بين المرشحين الثلاثة رسمياً حتى الآن لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في 18 آذار (مارس) المقبل.

لجنة الانتخابات المركزية الروسية كشفت ممتلكات كلٍ من بوتين ومنافسَيْه الليبرالي الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي، والمرشح عن الحزب الشيوعي بافيل غرودينين. وتَبيّن أن «دخل بوتين بين 2011 و2016 بلغ 38.5 مليون روبل (الدولار نحو 56 روبلاً)».

ولم يجد «أبو الأمة» مكاناً ضمن لائحة 182 ألف مليونير روسي من أصحاب الثروات، فمدخرات المرشح لكرسي الرئاسة حالياً لا تتجاوز 13.8 مليون روبل، موزعة على 13 حساباً مصرفياً، إضافة إلى 230 سهماً في مصرف «سانت بطرسبورغ».

ولا تتعدى ممتلكات بوتين، وفق التقرير الصادر عن اللجنة، شقة سكنية في مسقط رأسه سانت بطرسبورغ مساحتها 77 متراً مربعاً، إضافة إلى كراج صغير بمساحة 18 متراً، وشقة للاستخدام الشخصي في موسكو مساحتها 157 متراً مربعاً. وكشف التقرير أن الرئيس الذي صعد إلى حكم روسيا عام 2000، يملك ثلاث سيارات، اثنتان منها قديمتان من الطراز السوفياتي «فولغا- غاز 21» تعودان إلى عام 1960 و1965، والثالثة من نوع «نيفا 2009»، إضافة إلى عربة مقطورة للمركبات الخفيفة.

وفيما يشارك المرشحُ عن الحزب الليبرالي الديموقراطي الرئيسَ غرامَه بالسيارات الوطنية، وصرّح بأنه يملك سيارة «لادا» موديل 2014، فإن دخل جيرينوفسكي يزيد على دخل بوتين بنحو مرتيْن ونصف المرة، كما أن مدخراته تصل إلى نحو 30 مليون روبل. ويكشف تقرير اللجنة الانتخابية أن جيرينوفسكي، المرشح الدائم للانتخابات الرئاسية منذ نحو ربع قرن، لا يشكو شظف العيش، فإضافة إلى أسهمٍ في المصارف، يملك أراضي واسعة ومباني سكنية وفيلات ومسابح داخل موسكو وخارجها.

المرشح الأغنى لروسيا هو مرشح الحزب الشيوعي غرودينين من دون منافس، فدخل «الرأسمالي الأحمر» في السنوات الست الأخيرة، يزيد بنحو إحدى عشرة مرة على دخل بوتين، ويصل إلى 157.4 مليون روبل، إذ يملك مزرعة تعاونية قرب موسكو «سوفخوز لينين»، وأسهماً في شركات عدة، إضافة إلى حسابات مصرفية في الداخل، وأخرى كانت منسية قبل أن يُسلَط عليها الضوء في إسبانيا والنمسا.

وعلى عكس بوتين وجيرينوفسكي، فإن مرشح «الحمر» يجاهر بامتلاكه سيارتيْن فاخرتيْن من نوع «ليكسوس» 2016 و2012، وعلى رغم تأكيده إغلاق الحسابات الخارجية المقدرة ببلايين الروبلات، تُواصل وسائل الإعلام هجوماً لاذعاً عليه.

وأغلب الظن أن فقراء روسيا الذين يتجاوز عددهم 20 مليوناً، لا يثقون بالنخب السياسية، فالحديث عن مكافحة الفساد ما زال يراوح مكانه، والظروف المعيشية تحسّنت في المدن الرئيسة، لكن الأرياف في أصقاع روسيا الواسعة تعاني من سوء الخدمات وانعدام فرص العمل الكريم. وعلى عكس موسكو، حيث يندر وجود سيارات سوفياتية وروسية الصنع، فإن المدن الصغيرة تفتقر إلى السيارات الأجنبية، وإن وُجدت فإنها لا تصلح لطرق ما زالت في حال مزرية.