مساعد العصيمي

ماذا لو أطلقنا صاروخاً باتجاه أي هدف عسكري داخل إيران؟! كيف سنتوقع ردة فعل العالم تجاهه؟! الأكيد أن عدداً لا بأس به من الدول سترى أن في ذلك ردة فعل على الصواريخ الباليستية التي ترسلها إيران من الأراضي اليمنية على مدن سعودية وأن الأخيرة تنتصر لنفسها.. دول أخرى ستطالب بالتهدئة وضبط النفس.. كي لا يتسع مدى التشابك العسكري.. أيضا لن نغفل أن من سيقفز منتصراً لإيران هم من أرباب الخنوع والتبعية وفي الأخيرة الأكيد أنهم جميعاً من العرب؟!

بين الداعم والمحايد واللائم يكمن حق المملكة في الدفاع عن نفسها والطريقة التي تتخذها لهذا النوع من الدفاع، خاصة حينما يصل عدد الصواريخ إلى رقم كبير يصعب تجاهله ولا بد من إيقافه.. والأكيد أن إيران ستخسر كثيراً إذا ما قامت هذه الحرب.. فهذه الدولة عالقة بين براميل بارود متفجرة من شعوب لا تنتمي إليها تحتل أراضيهم وفي كل اتجاه أذربيجان الجنوبية، التي تحتلها إيران، وتقع في شمال غرب البلاد والأكراد في الشمال أيضاً والأحواز في الشرق والبلوشستان في الجنوب الشرقي وغيرها من أراضي الأقليات التي تضطهدها وتفرض التشيع والوضع الاقتصادي المتردي عليها.

البرميل الإيراني قابل للانفجار في أي لحظة وأي حرب ليست في مصلحتها لأن الشعب الإيراني أثبت أنه ينتظر الفرصة للإطاحة بحكومة الملالي التي استخدمت مقدراته لتمويل مشروعاتها الإرهابية، وما ثورته وتظاهراته التي بلغت أوجها مطلع العام الجاري إلا دليل على أن إيران وعبر حكومتها وملاليها بلد رخو قابل للسقوط في أي لحظة، فكيف إذا كان يخوض حرباً مع بلد يفوقه عتاداً عسكرياً حديثاً وقوة جوية تصنف بالأمهر والأقوى والأكثر في الشرق الأوسط.

نحن هنا لا ننادي بدق طبول الحرب.. لكن ما تفعله الدولة الفارسية بات يتجاوز حدود المعقول في ظل أنها دولة منبوذة من العالم المتحضر، ليس فقط من برنامجها النووي الخطر على العالم، بل من اضطهادها لمواطنيها ولمن لا ينتمون للعرق الفارسي على أراضي إيران، وتدخلاتها في شؤون داخلية لدول كثيرة، ولنا أن نقرأ أنها لا تتمتع بعلاقات إلا مع الجماعات الإرهابية كما الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والنظام الإرهابي في سورية، أما مع باقي الدول فعبر العداء للمملكة كما تفعل الآن مع قطر.

ما يدركه الخبراء العسكريون وصرحوا به أن أي مواجهة عسكرية مع إيران ستكون إعلاناً لسقوط دولة الملالي لأسباب داخلية فيها أولاً، وموازين عسكرية ثانياً، ولذا نراهم اليوم حين أي وعيد من قبل المملكة يقفزون إلى التهدئة كما في حكاية الصواريخ الأخيرة المرسلة من اليمن التي أعلن وزير خارجيتهم أنها من الحوثي ولا علاقة لهم بها؟! وما أدركته المملكة وتأكدت منه أن حكومة الملالي المتضعضعة تريدها حرباً باردة مستمرة.. في الوقت الذي تدرك فيه أن صبر المملكة سينفد، وتدرك أيضاً أن المملكة سئمت الصبر تجاه عبثها المتزايد، ولن يتوقف ذلك إلا بالمواجهة المفتوحة والصريحة بعد أن وقفت تماماً على أن ما تريده إيران هو استمرار الحروب بالوكالة لتوسيع نفوذها وإرهابها على الشرق الأوسط؟!