سليمان العيدي 

حبذا أن تنتشر مهرجانات أخرى في مناطق المملكة التي يقضي شبابها وعائلاتها الليالي الربيعية، ويسعدهم أن يمضوا الليالي بمهرجانات تقترحها هيئة الترفيه وهيئة السياحة والتراث

قضى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- أسبوعا بين التراث وأهله وعشاقه، فبعد أن رعى توزيع جوائز مزاين الإبل في الصياهد الجنوبية بالدهناء، وبارك لملاك الإبل أن أمضوا شهرا كاملا مع السياحة وتراثنا ومقتنيات هذه المزاين ومستلزماتها في سوق بالصياهد، تخللها برنامج تراثي وثقافي وجلسات ربيعية فوق النفود المكسوة بأشجار الأرطى ذات الرائحة الزكية التي اعتاد عليها ابن الصحراء، وجاء أول من أمس لون آخر من التراث، حيث انطلقت فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثاني والثلاثين في سباق الهجن السنوي بتكريم من الملك -رعاه الله- وفعاليات أخرى رافقت السباق وحضور عالمي، إذ جاء التراث الهندي كضيف شرف يشارك السعودية حضارتها وتراثها، والجالية الهندية بلا شك إحدى الجاليات التي عاشت مع الشعب السعودي عدة عقود، لتعمل في تنمية المملكة منذ الستينات الميلادية التي مضت، وتشاركنا اليوم بتراثها وأفلامها وعاداتها وتقاليدها، حيث تقام الأيام والليالي الهندية في ميدان المهرجان بالجنادرية، وقد افتتح الملك -حفظه الله- جناح الهند الشهير في ليلة الثقافة والتراث السعودي للتأكيد على حسن العلاقة والتواصل بين البلدين، وما بين مزاين الإبل ومهرجان الإبل في الجنادرية من قواسم تجعل الإنسان العربي السعودي يفتخر بأصالته وعروبته، والتعبير عن سعادته بهذا التراث الذي يحمل في طياته رسالة من الدولة إلى جميع أبنائها بأنها تدفع بالتنمية في كل اتجاه، ولأن نجحنا في الطاقة والخصخصة في ميادين عدة وملاحقة الرؤية وتطبيقاتها وبرامج التحول فيها، فإن الدولة أعطت لفتة قوية داعمة للإبل وملاكها والثقافة التراثية التي تفتح أسواقها لمدة ثلاثة أسابيع، تقوم خلالها الأسرة السعودية في مناطقهم المتعددة برحلات وجولات على سوق الجنادرية الشهير وتراثه العريق، وتعريف جيل اليوم بماضي الأمة السعودية التي صعد بها إلى العالمية والنجاحات المستمرة، وأصبح السعودي الذي يقود الطائرة ويقف خلف أرامكو وسابك هو اليوم يأخذ أبناءه إلى سوق الجنادرية والصياهد، وعكاظ، وتراث الوطن العريق الذي أنـجب هؤلاء المثقفين الذين يحضرون الندوات والمحاضرات في قاعة الملك فيصل والأندية الأدبية في فعاليات تترافق وافتتاح الملك للجنادرية، وخلال أسبوع فقط حرصا منه -أيده الله- على دعم التراث والثقافة والعادات والتقاليد التي قامت عليها حضارة اليوم التي يسعد بها كل سعودي خلال أسبوع تعيش السعودية في عرس ثقافي يمتد أشهرا، لإتاحة الفرصة أمام العائلات وعشاق التراث والحرف والعادات التي مضى عليها الآباء والأجداد، ويتم نقلها اليوم عبر المهرجانات المتنوعة، تمنيت وأنا أنقل هذا المشهد الثقافي أن أُسطر معه فعاليات هيئة الترفيه التي عودتنا على استغلال المناسبات في برامج متنوعة يشهدها جمهور المهرجانات كهذه الأيام التي تقام في الرياض، إلا أن البرامج المتنوعة يتابعها الجمهور في باقي مناطق المملكة، والذي يتطلّع إلى رؤية هذه المهرجانات في مناطقها وإن وجدت لها مثيلا، لكنها على شكل احتفالي لا يرتقي إلى مهرجان الجنادرية والصياهد وعكاظ ورالي حائل، حبذا أن تنتشر مهرجانات أخرى في مناطق المملكة التي يقضي شبابها وعائلاتها الليالي الربيعية، ويسعدهم أن يمضوا الليالي بمهرجانات تقترحها هيئة الترفيه وهيئة السياحة والتراث، وإن غدا لناظره قريب.