باسل محمد

قالت مصادر عراقية إن الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو القادم ستفاقم الصراع الأميركي الإيراني بالعراق، في ظل محاولات طهران تصعيد أحد قيادات الائتلافات الموالية لها لرئاسة الحكومة، بينما تسعى واشنطن إلى الإبقاء على رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.

من أسباب الصراع

إستراتيجية ترمب ضد إيران

زيادة عدوانية إيران في المنطقة

دعم طهران موالين لها في الانتخابات

الخوف من خسارة العبادي


بخلاف الانتخابات البرلمانية العراقية في أعوام 2005 و2010 و2014، التي شهدت بعض التناغم كما أشيع بين إيران والولايات المتحدة، وهما أكبر قوتي نفوذ في العراق للتوافق على اختيار مرشح رئيس الوزراء العراقي في حينها، تتجه كل المؤشرات إلى أن الدولتين ستخوضان صراعا حادا لتحديد رئيس الحكومة المقبل في بغداد.
وتجمع أوساط سياسية عراقية، على أن واشنطن وطهران سيتصادمان في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو القادم لعاملين رئيسيين: الأول، يتعلق بوجود إدارة الرئيس دونالد ترمب التي كشفت عن إستراتيجيتها لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، والعامل الثاني، يرتبط برغبة إيران في ترشيح شخصية من ائتلاف الفتح بقيادة هادي العامري إلى منصب رئاسة حكومة العراق، فضلا عن بقاء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي كمرشح آخر قوي لهذا المنصب، وكلا الاسمين، العامري والمالكي، موضع معارضة أميركية لتبعيتهما لنظام ولاية الفقيه في إيران.

تصادم نفوذ قوي

قال قيادي بارز في تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم في تصريحات إلى «الوطن» إن ائتلافه يتوقع حدوث تصادم قوي أميركي إيراني في الانتخابات العراقية القادمة والتحالفات التي ستأتي بعدها لتشكيل الحكومة العراقية واختيار رئيسها، لأن ترمب يمثل حقبة سياسية مختلفة عن حقبة سلفه باراك أوباما الذي أيد إبرام توافقات قوية مع الإيرانيين حول طبيعة سير الانتخابات العراقية في السنوات السابقة.
وأضاف «أي خسارة لائتلاف النصر برئاسة حيدر العبادي في هذه الانتخابات ستؤجج الصراع الأميركي الإيراني، لأن العبادي هو الشخص الوحيد الذي تقبل به واشنطن، وسط أسماء مرشحة مثل المالكي والعامري، وربما باقر الزبيدي «وهو شريك في ائتلاف الفتح الذي يضم فصائل الحشد الشعبي»، مبينا أن الأسماء الثلاثة متفقون على طرد القوات الأميركية من العراق فور الانتهاء من الانتخابات وتشكيل الحكومة.

خيارات الائتلافات الشيعية

اكد قيادي رفيع في ائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي لـ«الوطن»، أن أمام الائتلافات السياسية الشيعية، بما فيها ائتلاف النصر برئاسة العبادي، خيارات صعبة للغاية في المرحلة المقبلة التي تلي الانتخابات البرلمانية في إدارة العلاقات مع الإيرانيين والأميركيين.
وأوضح أن إدارة الرئيس ترمب لن تقبل أن تحتفظ الائتلافات الشيعية بتوازن العلاقة على أبعد تقدير بين إيران والولايات المتحدة كما كان يحدث في المرات السابقة، وفي فترة حكم المالكي كانت العلاقة العراقية أقرب لإيران من أميركا، وبالتالي فإن واشنطن ستفرض أن تختار بغداد هذه المرة بين طهران أو واشنطن وليس اختيار كليهما، كاشفا أن بعض المسؤولين الأميركيين أكدوا مؤخرا، على أهمية أن تقرر الحكومة العراقية المقبلة في ماذا ستكون مع إستراتيجية ترمب لتقويض النفوذ الإيراني أم ضدها.

القوات الأميركية

رأى القيادي العراقي أن انتشار القوات الأميركية في منطقة دير الزور في سورية وعلى الحدود مع العراق على مقربة من عناصر الحرس الثوري وقوات الحشد الشعبي المدعومة من هذا الحرس، هو ملف قابل للانفجار في أي وقت، وهو ملف لا يمكن فصله عن نتائج الانتخابات العراقية والقرارات السياسية التي ستأتي بعد تشكيل الحكومة بدليل، التداعيات السياسية التي رافقت قيام مروحيات أميركية بقصف موكب لقوات الحشد الشعبي في منطقة البغدادي، غرب العراق على الحدود العراقية السورية، ولذلك من بين أهم القرارات المثيرة التي ستتخذ بهذا الإطار هو طرد العسكريين الأميركيين من قاعدة البغدادي الجوية التي تشكل خط إمدادات إستراتيجي بين القوات الأميركية في العراق والقوات في سورية.

انعكاسات الداخل الإيراني 

اعتبر القيادي العراقي أن الظروف الداخلية التي مرت بها إيران بسبب الاحتجاجات الأخيرة نهاية العام الفائت ومطلع العام الحالي ستسهم في زيادة التوجه العدواني للنظام الإيراني في المنطقة، كما أن تصريحات واشنطن حول تعديل الاتفاق النووي مع طهران وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحرس الثوري هي عوامل ستفاقم حدة صراع النفوذ الإيراني الأميركي في الوضع الداخلي العراقي في ملفات: الانتخابات البرلمانية وتحالفات تشكيل الحكومة واختيار منصب رئيس الوزراء.

01 ترشيح العامري والمالكي والزبيدي لرئاسة حكومة بغداد

02 احتمال خسارة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي

03 التوجه لسحب القوات الأميركية من العراق

04 إستراتيجية ترمب ضد إيران

05 الاحتكاك الميداني على الحدود العراقية السورية

06 زيادة التوجه العدواني للنظام الإيراني في المنطقة