عماد حجاب

 حان الوقت لتبنى الجامعة العربية لإصدار اتفاقية عربية قابلة للتنفيذ تضع حلولا جذرية لحل مشكلة اللاجئين من الدول العربية تسهم فى التصدى لظاهرة تدفق اللاجئين وتواجه مخاطر وتحديات عمليات خروج وفرار الآلاف من أبناء الدول العربية من ويلات وجحيم الحروب الداخلية والصراعات المسلحة والعمليات الإرهابية.

فقد أصبح وضع اللاجئين من فلسطين والعراق وسوريا والسودان والصومال واليمن وليبيا غير إنسانى ومصدرا لعدم الاستقرار وعبئا ضخما على الدول التى يلجأون اليها، وعدم قدرة هذه الدول على توفير التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والمسكن الملائم لهم، ومعاناة اللاجئين أنفسهم من التمييز السلبى ضدهم، ما يحتاج على وجه السرعة لإيجاد إطار قانونى لتنظيم أوضاع اللاجئين مراعاة لكرامتهم الإنسانية. وما بدأته الجامعة العربية ومجلس وزراء العدل ووزراء الداخلية العرب من مناقشات أولية لوضع مشروع اتفاقية عربية للاجئين ربما يسهم فى تخفيف معاناتهم إن تم الإسراع بإصدارها وصدقت النوايا لتنفيذها وأن تتضمن قواعد محددة تسمح للاجئين بالتقدم بطلبات لجوئهم، وإعادة توطين الأكثر تعرضا للمخاطر، والسماح بلم شمل العائلات وجمع الأشخاص بأهاليهم، ومنح اللاجئين تأشيرات دخول، وتوفير أساسيات الحياة الكريمة لهم فى الدول التى يصلون اليها، والعمل على فتح طرق آمنة وملاذات اللاجئين تحمى حياتهم، ودخول الجامعة العربية طرفا فى التفاوض من أجلهم مع الدول الاوروبية عند لجوئهم اليها.

وربما تساعد هذه الإجراءات فى تقليل تدفق اللاجئين من الدول العربية الى الدول الأوروبية التى ترفض استقبالهم،وموت بعضهم فى عرض البحر وبسبب شدة البرودة، والمعاملة القاسية، ووضعهم فى مخيمات خارج المدن فى ظل الصقيع وموجات البرد القاسية قبل السماح بتوطينهم.