علي سعد الموسى

صورة الموسم هي لقطة ولي العهد وهو يزور رأس الكنيسة القبطية «الكاتدرائية المرقسية» في عباسية القاهرة قبل أمس. إنها الرسالة السعودية المقصودة إلى قلب النسيج الاجتماعي والثقافي لشعب مصر الشقيقة. وصل ولي العهد إلى مصر وهو يدرك تماماً أنه يمثل شخص العاهل السعودي، في اسم والده خادم الحرمين الشريفين، وفي مكانته كقائد لكل مجموع العالم الإسلامي، حتى وإن اختلف المرجفون معنا حول هذه الحقيقة. في هذه المرحلة الحرجة المضطربة من هذه الخريطة سيكون من الحتمي على القائد أن يتخذ القرار الشجاع الذي يبعث برسالة سلام واعتدال، عليه أن يتخذ الخطوة الجريئة التي تدعو إلى نبذ الفرقة ووقف جماح التطرف والمتطرف.
وفي مصر، وعلى وجه الخصوص، لم تترك قنابل الإرهاب فرقاً ما بين الكنيسة و المسجد.. آخر مسعور من هؤلاء حصد ما يزيد على 400 نفس بريئة في صلاة جمعة، ولكن سنكون أكثر وضوحاً، الذي يقوم بتفجير المسجد والكنيسة هم فئام الضلال، التي تقوم به، متدثرين باسم الإسلام، ولهذا يشعر المسيحي القبطي المصري بالاستهداف، وقد يشعر أيضاً بالحاجة إلى الدعم النفسي والمؤازرة من أخيه على ذات المكان، فكيف إذا كانت هذه المبادرة من هرم قيادة العالم الإسلامي. من المملكة بالتحديد ومن مثلث الحرمين والرياض. لقد عانى الإخوة المسيحيون العرب بالتحديد من ضبابية صورة متعمدة فيما يختص بمواقفهم من قضايا العرب. وسأكون أكثر صراحة إن قلت إن مواقفهم مع القضايا العربية والإسلامية الكبرى كانت أكثر نبلاً ووضوحاً من مواقف بعض الطوائف المسلمة، التي لم تمد سوى أصابع الغدر والخذلان والطعن في الظهر. وحين قلت في رأس المقال إن صورة ولي العهد مع رأس الكنيسة المصرية هي رسالة إلى كل عموم مصر، فأنا أعني بالقول إننا نتجه إلى مصر بكل أعراقها وأديانها المختلفة بعين واحدة.
الخلاصة أن السعودية الجديدة تقدم نفسها إلى كل مكان بثوب جديد يناسب قدرها التاريخي في رأس أمتها المترامية المتباينة.