خالد السليمان

تكتسب العلاقات السعودية المصرية في هذه المرحلة العربية الحرجة أهمية مضاعفة، فهي المرجعية الباقية الأخيرة لأي عمل إقليمي عربي مشترك بعد أن تساقطت العديد من الدول العربية في أحضان الفوضى الدموية وارتهنت إرادة حكوماتها للهيمنة الأجنبية، وانتقلت الجامعة العربية من حالة المرض العضال إلى حالة الموت السريري!

في الحقيقة لا يملك العرب اليوم أملا سوى في علاقات سعودية مصرية وثيقة تبنى عليها جهود انتشال العالم العربي من دوامته، أو على الأقل كبح جماح الفوضى من الإجهاز على بقية العالم العربي، ومن هنا تكتسب زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر أهميتها البالغة، وتظهر القاهرة دلالة على هذه الأهمية بتقدم الرئيس المصري صفوف مستقبلي الأمير السعودي عند سلم طائرته!

وبرأيي أن حلفاً سعودياً مصرياً تنضم إليه الأردن والسودان بات ضرورياً لإعادة بعض التوازن لتداول شؤون المنطقة أمام القوى الدخيلة التي استباحت سوريا والعراق ولبنان، واستعادة دور فاعل للقوى العربية في تقرير مصيرها!

فمن اللافت والمستفز أن يعلن الرئيس التركي عن عقد اجتماع يضم تركيا وإيران وروسيا لبحث الأزمة السورية، وكأن السوريين والعرب غير معنيين بالأمر، كما أن التمادي الإيراني في التدخل في شؤون العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي بات وقحاً ومستفزاً!

تحالف يضم السعودية ومصر والأردن والسودان بات ضروريا ليس لمواجهة التدخل الإيراني العسكري في العراق وسوريا واليمن ولبنان وحسب، بل للتصدي لخطر الطموحات النووية الإيرانية، فمظلة التهديد النووي الإيراني المستقبلي لن تقف عند حدود الخليج العربي بل ستظلل الوطن العربي مشرقه ومغربه، والقرن الأفريقي، بما في ذلك فرض الهيمنة على حركة الملاحة في البحر الأحمر!

كل يوم يبتعد فيه العرب عن مواجهة واقعهم المؤلم، هو يوم تقترب فيه إيران من فرض واقعها الأشد إيلاماً!