عبير خالد

يعد كيث روبرت مردوخ، ذو التسعين عاما، والمولود في أستراليا، أحد أبرز ملّاك وسائل الإعلام حول العالم بإيرادات مليارية من استثمارات إعلامية في أميركا وأوروبا وأستراليا وغير ذلك. ويترأس مردوخ مجلس إدارة شركته الشهيرة «نيوز كورب»، ثاني أكبر مجموعة إعلامية في العالم، وتتضمن تحت إدارتها عددا من المؤسسات والصحف والقنوات المهمة كما سيناقش أدناه. إلى جانب «روبرت مردوخ»، تدار شركة «نيوز كورب» من قبل أبنائه الذين يحملون الجنسيتين الأميركية والكندية «جيمس» و«لتشلان» وابنته «إليزابيث». وغالبا فإن معظم استحواذات الشركة الكبرى تحدث بين أستراليا وأميركا وبريطانيا، أما عمليات الاستحواذ الأخرى والأقل حجما وكيفا فتتوزع على أجزاء أخرى من العالم. 

وقد بدأ «روبرت مردوخ» مشواره في 1968، عندما اشترى صحيفة «نيوز أوف ذي وورد» البريطانية، التابعة لفرعها الأم في أستراليا. ثم عام واحد بعد ذلك، في 1969 اشترى «روبرت مردوخ» صحيفة «ذا صن» البريطانية. وفي 1976 انتقل «روبرت مردوخ» إلى أميركا واشترى صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية. وقد كانت ثاني تملّك فعلي له في السوق الإعلامي الأميركي، بعد أن اشترى «سان أنطونيو إكسبرس» في مطلع السبعينات الميلادية، بينما في 1981 عاد إلى بريطانيا واشترى «روبرت مردوخ» الصحيفتين الشهريتين «تايمز» و «صنداي تايمز» من مقرهما الأم في لندن، إنجلترا.

وقد أصبح في مطلع الثمانينات متملكا لأربع صحف بريطانية كبرى. أما في 1985 فقد انتقل روبرت مردوخ «من الصحافة إلى صناعة السينما عندما اشترى» شركة الأفلام «فوكس 21 سنشري» إلى جانب عدد قليل من القنوات التلفزيونية الأميركية الناشئة والتي أصبحت جميعها في وقت لاحق جزءا من «فوكس 21 سنشري». بعد ذلك بعامين، أي في 1987 اشترى «روبرت مردوخ» الشركة الأميركية الإعلامية «هاربر & رو» التي تم دمجها مع شركة إعلامية أخرى اشتراها مردوخ نفس العالم «ويليامز كولينز»، ليصبح مسمى الشركة الكبرى «هاربر كولينز». وفي 1989 أطلق «روبرت مردوخ» سلسلة قنوات «سكاي» التلفزيونية العالمية مساهما وليس مالكا. ثم في 1996 أطلق قناة «فوكس نيوز» عبر شاشات التلفاز الأميركية. بعد ذلك بتسع سنوات في 2005 بدأ «روبرت مردوخ» تحركاته الرقمية عبر الإنترنت بشراء موقع التواصل الاجتماعي «ماي سبيس» الذي حاول به مجاراة «فيسبوك» نجاحا وشهرة، تم لاحقا بيع الموقع ولم يحقق نجاحا مذكورا. في 2007 اشترى «روبرت مردوخ» منظمة الأخبار المالية «وول ستريت جورنال». في 2010 تم تصنيف قناته «فوكس نيوز» بالأشهر في أميركا من قبل مجلة «نيوز ستيتمان». في 2016 أصبح ابن «روبرت مردوخ» المسمّى «جيمس مردوخ» رئيسا تنفيذيا لشبكة «سكاي». في 2017 باع «روبرت مردوخ» شركة «فوكس 21 سنشري» السينمائية لـ«والت ديزني» بقيمة 52.4 مليار دولار. في الشهر الأول من 2018 صرّح «روبرت مردوخ» عن امتعاضه من نجاح مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في جذب جماهير الأخبار، وطالب بتعويضات من «فيسبوك» و«تويتر» مقابل تداولهما أخبارا أصلها جرائده أو قنواته التلفزيونية. في الشهر الثاني من هذا العام واجه روبرت مردوخ، عبر شركته «نيوزكورب» ضغوطات من قبل شركات تلفزيونية وتنظيمية أميركية وبريطانية إثر محاولته الاستحواذ الكلي على ما تبقى من «سكاي تي في» بمناقصة يتوقع أن تكون قيمتها 22 مليار دولار.
هناك أمر يمكن ملاحظته عن النظر لسيرة هذا الإمبراطور الإعلامي ذي التأثير العالمي، وهو أنه لا يقف عند حد معين. ولو كانت هناك كلمة واحدة يمكن عنونة حياته بها فهي الاستمرارية.