عصام بخاري

 

في أغسطس للعام 1997م توفيت الأميرة ديانا بعد اصطدام السيارة التي كانت تقلها في باريس مع رجل الأعمال المسلم عماد الفايد (دودي) في حادثة دارت حولها الشكوك أنها كانت بتدبير من أياد خفية لأسباب مختلفة من ضمنها قطع الطريق أمام احتمالية أن يكون لملك بريطانيا المستقبلي الأمير ويليام أخ مسلم من والدته ديانا في حال ارتبطت بزواج مع دودي. ومع ذلك، فهنالك من يطرح بكل قوة فكرة أن بريطانيا كانت تحت الحكم الإسلامي في فترة مضت من التاريخ..

وننطلق إلى عصر الدولة العباسية وتحديداً في العام 140هـ الموافق 757م وإلى مرسيا (Mercia) إحدى ممالك انجلترا حين تولى الحكم الملك (اوفا ريكس Offa Rex ) والذي استطاع الانتصار في الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد، وانطلق من بعدها لتوحيد الممالك الانجليزية المتناحرة. وعلى مستوى العلاقات الخارجية دخل في معاهدات مع البابا أندريان الأول وملك فرنسا شارلمان، ومن أبرز المعالم التي خلدها التاريخ له السور الذي بناه بين واش ومارسيا ويعرف حالياً باسم (سور أوفا).

أما الحدث المهم بالنسبة لنا فهو الاكتشاف التاريخي الذي حصل في القرن التاسع عشر وتحديداً في العام 1841م باكتشاف عملة ذهبية تعود لعصر هذا الملك ولكنها كانت تحتوي كتبات باللغة العربية!! في أحد وجهي القطعة المعدنية يوجد نقش باللغة العربية هو (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، أما الوجه الثاني فمنقوش باللغة العربية (محمد رسول الله) واسم الملك أوفا ريكس باللغة الإنجليزية وفي حافة القطعة منقوش (بسم الله.. ضرب هذا الدينار سبع وخمسين ومائة).

واختلفت الآراء عن سبب وجود هذه القطعة الذهبية التي تعود بالزمن لعهد الملك أوفا متضمنة شهادة التوحيد لدى المسلمين، ويزعم البعض أن هذه القطعة أكبر دليل على أن الملك أوفا كان يخفي إسلامه أو أسلم وتم طمس تلك الحقيقة من كتب التاريخ الغربية.

وبالمقابل يعارض الكثيرون هذا الرأي ويرون أن وجود هذه القطعة لا يمكن أن يكون دليلاً كافياً على إسلام الملك أوفا خاصة مع وجود دلائل كثيرة تاريخية على أنه كان نصرانياً، ومنها رسالة من العالم اللاهوتي الإنجليزي ألكوين إلى الملك أوفا بتاريخ 18 أبريل 769م والتي تتضمن الكثير من المفاهيم العقدية النصرانية المشتركة، بالإضافة لذلك فمن الصعب التفكير من ناحية سياسية بملك مسلم يحكم سيطرته على بلد مثل انجلترا لما يقارب أربعة عقود وشعبه يعتنق النصرانية، وقد يرد على هذا الرأي بالاستشهاد بالنجاشي - رحمه الله - الحاكم الذي كان يخفي إسلامه في بلد نصراني.

شخصياً، أميل إلى الرأي القائل إن الملك أوفا أصدر هذه العملة في محاولة لمحاكاة الدينار العباسي الذي كان يعتبر العملة الأقوى وقتها حتى في أوروبا في وضع يقارب الدولار الأميركي في أيامنا هذه، والله أعلم!