أحمد عبد التواب

 صار أردوغان يَستهلّ تعامله فى بعض القضايا باستخدام القوة أو التلويح بها، ضد القانون والأعراف السائدة! ففى الأسابيع الأخيرة فقط، قام أسطوله بعملية قرصنة من العصور الغابرة بمنع حفار شركة إينى الإيطالية المتعاقدة مع قبرص على التنقيب عن الغاز فى المياه الاقتصادية القبرصية، وتحجَّج بأن ما يسميه دولة أتراك قبرص، التى لا يعترف بها فى العالم سوى تركيا، لها نصيب فى الإنتاج يجب أن يتم الاتفاق عليه قبل أن تعمل الشركة الإيطالية! وبينما الإعلام الدولى لا يتوانى فى قضايا أخرى أقل أهمية إذا بهذه الجريمة الخطيرة تأخذ الحد الأدنى من التغطية! أما أردوغان فقد أعلن، فى نفس الوقت، عن غزوه الأراضى السورية بزعم حماية بلاده من إرهابيى منطقة عفرين التى يقطنها أكراد سوريا! وقد وجد الإعلام الغربى تبريرات قيل فيها إن العمليات الإرهابية تنطلق من عفرين وتهدد الأتراك! ولم يُؤخَذ بالجدية المطلوبة المعنى الخطير من رفع الجنود الأتراك علم بلدهم على عفرين! ثم ارتفعت وتيرة اللغة العدوانية للخلاف التاريخى مع اليونان على الحدود. ثم قام بغارات على إقليم كردستان العراق قُتِل فيها 4 مدنيين عراقيين..إلخ.

وحتى داخلياً، فقد فرض حالة الطوارئ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة فى يوليو 2016، وتم اعتقال نحو 160 ألف شخص، وعزل أكثر من 150 ألف موظف مدني، منهم قضاة ومحامون وأساتذة جامعات، والقبض على صحفيين، وإغلاق صحف ومواقع إخبارية، بل لقد جرى اعتقال نحو 100 امرأة حامل أو حديثة الوضع واجهت بعضهن اتهاماً بمساعدة أزواجهن المشتبه فى علاقاتهم بمنظمات يعتبرها نظام أردوغان إرهابية..إلخ!

وبعد كل المعلومات التى لم يعد من الممكن إخفاؤها عن التعاون الوثيق لنظام أردوغان مع دول عظمى فى عمليات استقبال الإرهابيين من أرجاء العالم، وإيوائهم ونقلهم إلى سوريا والعراق، وتسهيل بيع البترول الذى يستولون عليه، ثم إعادة استقبالهم مرة أخرى عند اضطرارهم للانسحاب..إلخ, ومع ترفق الإعلام الدولى بما يوحى بمضامين خطيرة، إذا بحكومة أردوغان تصدر بيانها الأخير باتهام مصر، التى هى أول دولة فى العالم تتصدَّى للإرهاب وتعانِى منه، بأنها تدعم منظمات إرهابية! وهكذا، دخلنا عالم اللا معقول!