سعود الشهري

الزيارة تعكس الانفتاح الإيجابي على العالم، مع عودةٍ إلى الإسلام «المعتدل»، ما من شأنه جعل السعودية قوة اقتصادية محسوبة على مستوى العالم

لبناء مستقبل واعد، قام ويقوم ولي العهد الأمير الطموح محمد بن سلمان، بإنشاء واستحداث ورش عمل عملاقة، من شأنها الرقي بالدولة حكومة وشعبا، في نمط فريد من نوعه يسابق الزمن.

وإلى جانب هذه الإنجازات المحلية، يقوم سموه ببناء جسور متينة من العلاقات الدولية المهمة جدا مرحليا، أبرزها زيارته «الفعالة» لأميركا، ومستقبلا فرنسا وبريطانيا، والتي خرجت عن الأنماط المعتادة من زيارات رؤساء الدول، بكونها زيارة هادفة وميدانية في كل محطة من محطاتها.

جاءت هذه الزيارة البنّاءة وفقا لأهداف إستراتيجية رسمها سموه، أبرزها جذب الاستثمارات الأجنبية في عدة مجالات، منها الترفيه والفضاء.

هذه الزيارة ستستغرق أسبوعين، كما صرح معالي وزير الخارجية، وهي زيارة جيوبوليتيكية اقتصادية تنموية، حظيت بمتابعة عالمية بلا منازع.

والحق أن هذه الزيارة تعكس الانفتاح الإيجابي على العالم، مع عودة إلى الإسلام «المعتدل»، ما من شأنه جعل السعودية قوة اقتصادية محسوبة على مستوى العالم.

ومن فوائد هذه الزيارة الهادفة، جلب مشاريع تفيد البلد والشركاء الاقتصاديين، وزيادة فرص العمل أمام جيل الشباب والشابات السعوديين، على حد سواء، علما بأن هذه الفئة العمرية تبلغ 70% من المجتمع.

ومن الجدير بالذكر، أن من أهم ثمار هذه الزيارة -فضلا عن بناء الجانب الأمني والعسكري والاقتصادي- هو ضمان مستقبل الوطن عندما ينضب النفط -والذي يشكل تقريبا ثلث نفط العالم- أو تتغير بورصته، فيصبح بذلك مصدرا ضمن المصادر الاقتصادية للدخل، ويصبح ثانويا بعدما كان رئيسيا، مع أنه سيبقى في تصديره موازيا مع المشاريع البديلة، مما يجعل نضوبه أبعد زمنيا.

كما أن من ثمرات زيارة سموه، برنامج التحول الإستراتيجي لشركة أرامكو بطرح 5% منها للبورصة التي تسابقت على شرائها الدول كالصين، وبورصة لندن، وبورصة نيويورك، والحقيقة أن المستفيد الأول والأخير من طرح هذه الأسهم -التي تقدر بتريليون دولار- هو السعودية والسعوديون.

مما سبق، يتجلى لنا ما لهذه الزيارة التاريخية والنوعية، والتي جاءت جاذبة لأعين كثيرين من الساسة، من قيمة تتعلق بالزمن بشكل رئيسي في هذه الحقبة التاريخية من تاريخ العالم، فكانت بلا شك محط لأنظار المتابعين والإخباريين. 

زيارة تضم في داخلها الكثير، ليس من الطموح فحسب بل ومن الإصلاحات المرحلية الانتقالية، والعمل على أرض الواقع، الأمر الذي يدفعنا حتما إلى التفاؤل بمستقبل واعد يبني أركانه هذا الأمير الطموح والمجدد أيضا، فإصلاحات في الداخل بعد انغلاق وجمود داما أرداحا من الزمن، وتحطيم أغلال طالما رزحت الثقافة والفكر والإنسان في غلها، وطموح أبهر العالم أجمع، سرعان ما تحول إلى إنجازات على أرض الواقع، وطالما كانت مطلبا لشباب الوطن وشاباته.

ختاما، يقول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «إن الأمير محمد بن سلمان يستحق الدعم والتأييد»، ولا غرابة، فالأمير المجدد صرح لواشنطن بوست بقوله: «طموحاتنا لا يحدها إلا السماء» جدير بذلك وأكثر، ولعمري إن هذه الزيارة المنبثقة من الرؤية الرشيدة 2030، لهي أداة فاعلة لتغيير مفصلي يجعل المملكة رقما صعبا على خارطة التنافس العالمي.

سعود الشهري