عصام بخاري

«إن الصواريخ السبعة التي أطلقها الانقلابيون الحوثيون على المملكة من اليمن محاولة أخيرة بائسة أظهرت أنهم ضعفاء»، ذكرتني هذه الكلمات من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تعليقه على الأقزام الحوثيين بإحدى القواعد الذهبية في كتاب (فن الحرب) للاستراتيجي العسكري الصيني (صن تزو) والتي تقول: «القائد شديد البراعة يراعي القانون الأخلاقي، ويلتزم بشدة بالنظام العام، وهكذا يصبح بإمكانه التحكم بالنصر». نعم، ففي الوقت الذي تمتنع فيه قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة عن استهداف المواقع المدنية وقصف الأحياء المكتظة بالسكان ودعم الجهود الإنسانية والإغاثية لا تراعي عصابات الحوثي ومن يقف خلفها في طهران أي قيم ولا أخلاق في الصواريخ البائسة التي أطلقتها.. ولعل من أهم ما لفت انتباهي في الصواريخ السبعة ما يلي:

أولا) تجنب قصف مكة المكرمة وما جاورها بالصواريخ مما يدل على الأثر السلبي الكبير الذي خلفته محاولات القصف الصاروخي السابقة لمكة المكرمة في أكتوبر 2016م على سمعة العصابة الإجرامية الحوثية ومصداقيتها المفقودة في العالم الإسلامي وبقية أنحاء العالم بعد استهداف الأماكن المقدسة.

ثانيا) فشل الأقزام الحوثيين في تحقيق أهدافهم الإجرامية رغم إطلاق سبعة صواريخ في أوقات متزامنة ولمناطق مختلفة مما يعني عجزاً كبيراً في تحقيق خسائر حقيقة ملموسة على الارض في الموازين العسكرية. ومع هذا العجز لا تستغرب تصريح صالح صماد أحد رموز العصابات الحوثية بتاريخ 26 مارس 2018م بعد الفشل الصاروخي بدعوته «لضرورة اقتناص الفرصة، والذهاب نحو سلام عادل في اليمن».

ثالثا) إثبات تميز قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في اعتراض وتدمير الصواريخ البالستية السبعة ومن قبلها عدد كبير من الصواريخ وصل في مجموعه إلى 104 صواريخ مما قد يجعل المملكة الدولة رقم واحد عالمياً في الخبرة العملية في هذا المجال فلا أعرف دولة أخرى تصدت لهذا العدد من الصواريخ في السنوات الأخيرة. ونحتاج لتسويق هذه الخبرة الميدانية السعودية وربطها ببرنامج وطني لتوطين تقنيات تصنيع صواريخ باترويت وغيرها من برامج الدفاعات الجوية بما يتماشي مع أهدف الرؤية في دعم الصناعات العسكرية السعودية.

رابعا) تعرية الموقف السياسي الإيراني دولياً ووضعه في موقف صعب خاصة مع احتمالات حل الأزمة الكورية الشمالية والاستنكارات والاستهجانات الدولية لتهريب الصواريخ الإيرانية للأقزام الحوثيين.

ولعل أكثر الضربات إيلاماً للأقزام الحوثيين ومن خلفهم من المرضى الحالمين بعودة الامبراطورية الفارسية هي النجاح السياسي والاقتصادي الواسع لزيارة مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ففي الوقت الذي احتفى فيه موقع قناة الجزيرة البائس بكلمات (جوناثان برودر) الكاتب بمجلة نيوز ويك الأميركية في ديسمبر 2017 بأن «الهجمات الصاروخية الحوثية على السعودية أوسع مما هو معلن، وإنها تهدد بتعطيل خطة المملكة الطموحة لتنويع الاقتصاد واجتذاب المستثمرين»، جاء الرد العملي باتفاقيات وصفقات استثمارية ستسهم بنقل اقتصاد المملكة إلى الاقتصادات المعرفية في الوقت الذي تهوي فيه قيمة العملة الإيرانية ويعاني فيه الشعب الإيراني الأمرين بسبب تردي الأحوال الاقتصادية والحياتية بعكس النجاحات التي تسجلها المملكة يوماً بعد يوم!

وختاما، يقول القائد العسكري الأمريكي (جورج باتون): «تستطيع خوض الحرب بالأسلحة لكن لن تنتصر فيها دون الرجال! إنها روح الرجال الذين يتبعون ذلك القائد نحو النصر!».

حفظ الله بلادنا ونصر رجال قوات الدفاع الجوي السعودي وجميع أفراد قواتنا الأبطال وقيادتنا الرشيدة وكل من يسهم في نهضة هذا الوطن وشموخه في مختلف المجالات لتظل راياته دائما وأبدا فوق هامات السحب..