رانج علاء الدين 

تزايد القلق العالمي من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراء عسكريا ضد إيران الآن بعد أن عيَّن الرئيس ترمب جون بولتون مستشارا للأمن القومي. ولطالما شجَّع بولتون على تغيير النظام في إيران، وحث على تفجير إيران واتخاذ سياسة أميركية أكثر حزما ضد التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.
لقد زادت إيران من نفوذها في المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية وصعود «تنظيم داعش». 
حشدت إيران عشرات الآلاف من مقاتلي «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى من العراق وباكستان وأفغانستان للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد. ولعبت هذه الميليشيات دورا حاسما في هزيمة الجماعات المعارضة السورية. 
ولقد درَّبت إيران تلك الميليشيات والمجموعات لاستغلال الفوضى وملء الفراغ من خلال توفير الخدمات والأمن للمجتمعات اليائسة في كثير من الأحيان. وقد ساعد «فيلق الحرس الثوري الإسلامي»، الذي يشرف على هؤلاء الوكلاء، على استمالة المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية المحلية أو الاستيلاء عليها كطريقة لاكتساب الشرعية والشعبية. ولقد أمَّنت إيران تقديم المساعدات من خلال هؤلاء الوكلاء.
يُسيطر وكلاء إيران في العراق على قوات «الحشد الشعبي»، وهي منظمة تطوعية تضم 100 ألف مقاتل، تم تأسيسها في عام 2014 بعد أن استولى داعش على الموصل وإنهار الجيش العراقي. دفع الضغط الإيراني الدولة العراقية التي كان يهيمن عليها الشيعة إلى إضفاء الشرعية على القوة في عام 2016، وتزويدها بموارد مالية كبيرة وأسلحة ثقيلة.
إن الدوافع الشيعية لإيران في سورية مدفوعة بالخوف من أن الإطاحة بنظام الأسد سيكون تهديدا وجوديا للمذهب الشيعي، وهو الخوف الذي تُشجع عليه طهران. وتبني إيران شبكات اجتماعية ودينية تتمحور حول عقيدة الشيعة ودعمها للثيوقراطية الإيرانية. ومن خلال الدعم التقني والاستخدام المتطور للدعاية، تضخم إيران صوت وكلائها. 
في غضون ذلك، ستلتزم إيران بالعمل على إعادة صياغة الدول والمجتمعات وفقا لمصالحها وإيديولوجيتها. وكما فعلت في العراق ولبنان، من المؤكد تقريبا أن تحول إيران وكلاءها في سورية إلى مكونات راسخة تماما لأي نظام سياسي ينبُع من أنقاض الصراع. وسيشكل هؤلاء الحلفاء الإيرانيون مستقبل الدولة السورية والمشهد السياسي في الشرق الأوسط بأكمله.
يمكن للولايات المتحدة تغيير مسار الأحداث إذا التزمت بالبقاء في سورية، وعلى انتشارها الحالي للقوات الأميركية، ورعاية شراكات طويلة الأمد، لضمان عدم ترك مصير سورية والمنطقة لإيران ووكلائها.

*زميل زائر بمركز بروكنجز - صحيفة (نيويورك) - الأميركية