كلمة الاقتصادية

إن كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد كرس جهودا جبارة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لإدارة دفة الاقتصاد السعودي عبر برنامج التحول ثم "رؤية المملكة 2030"، فإنه اليوم يمضي لتعميق أبعاد التحول و«الرؤية» عبر سلسلة من الإجراءات العملية للانتقال بالسعودية من أطوارها التنموية السابقة إلى شموخ صناعة التقدم والسعادة.

كانت الوقفة الشفافة ضد الفساد وضد التطرف والتزمت باسم الدين تأكيدا على عزم سديد لتنظيف بيئة التنمية والحراك الاجتماعي مما يعيقها تحت أي ذريعة إدارية أو ثقافية.. وعايش المجتمع السعودي ومعه العالم صرامة تطبيق القانون بعدالة على من بدر منهم الفساد وعلى من كانوا يتخذون من الدين وسيلة للتطاول على سماحة قيم الإسلام الصحيح.. فقال فيهم القضاء قوله ليشهد المجتمع السعودي معها قرارات تتيح له ممارسة نشاطاته وتطلعاته بسلاسة كان فيها السماح بقيادة المرأة للسيارة، وحضور الفعاليات الرياضية والثقافية. وتعزز هذا البعد الاجتماعي بهيئة الترفيه، وإعادة صياغة لمنظور التعليم بما يتسق وحداثة العصر وما تستهدفه السعودية من اختزال للزمن في سياق بصير لمستقبل يضع السعودية في عربة المستقبل نفسه ما يمكنها بكل أسباب الحضور اللائق بها بلدا مدويا بالتقدم العلمي والصناعي وبصناعة السعادة بمختلف أبعادها الإنسانية.

وكم في زيارات ولي العهد السعودي الحالية التي بدأت بمصر ثم إنجلترا ثم الولايات المتحدة من حدث عملي مدهش جمع لها ولي العهد رصيدا من المعرفة والإعداد والخبرات وكانت "رزما" من الاتفاقيات والصفقات وجهدا جما من اللقاءات مع قادة هذه الدول وأبرز ساستها ورجال الصناعة والأعمال فيها، فعلاوة على منجزات استراتيجية تتصل بصفقات الأسلحة والتصنيع النسبي لها، إضافة إلى الطاقة الشمسية وصناعة تقنية المعلومات والسينما. وفي هذا وقعت هيئة الترفيه ضمن برنامج زيارة ولي العهد للولايات المتحدة عددا من الاتفاقيات مع كبريات الشركات في العالم تشمل السيرك وعروضا فنية ورياضية وثقافية وإعلاما وأزياء وغيرها من فعاليات عالمية غير مسبوقة إلى جانب مدن تقنية ترفيهية.. وفي الإطار نفسه أقيمت يوم أمس قمة "مستقبل الترفيه في المملكة" بحضور وزراء ورؤساء أهم الشركات المتخصصة في هذا المجال.

وفي هذا منحت وزارة الثقافة والإعلام أول رخصة تشغيل دار عرض سينمائي في المملكة لشركة AMC الأمريكية وستفتتح في الرياض خلال أسبوعين، كما أنه من المنتظر أن يتم افتتاح 350 دار عرض سينمائي في مختلف مدن المملكة بحلول عام 2030.

وفي إطار الترفيه البيئي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء حديقة مركزية عالمية في قاعدة الملك سلمان الجوية بمساحة تفوق 13 مليون متر مربع وتسمية الحديقة باسمه الكريم، لتأتي هذه الحديقة تتويجا لجهود الدولة في تهيئة المرافق والمتنزهات العامة والخدمات المساندة من طرق وأنفاق وجسور وأعمال تجميل ونظافة ما يعزز مسار الترفيه وتمكين المواطن والمقيم من استغلال وقته في الاستجمام والمتعة والفائدة.

هذه مجرد إشارات تفاصيلها وحجم التمويل لها والتحشيد لها على مستوى الإدارة والتشغيل هي بعض ما يدفع به ولي العهد السعودي بهدف إكساب السعودية قوة استثمارية بأقيام مضافة مستدامة توفر فرص عمل هائلة للقوى البشرية السعودية مثلما تصب في أبعاد "رؤية السعودية 2030" لتنويع القاعدة الاقتصادية والانطلاق إلى صعيد الإنتاج المستدام ليس في صناعة البترول فقط، وإنما الطاقات الشمسية والمائية والرياح، وبما يوفر للسعودية مزيدا من الازدهار والتقدم ويؤكد موقعها رقما أساسيا في إدارة اقتصاد العالم وأمنه وسلامه.

هكذا وبحماس وجسارة سديدة يواصل ولي العهد السعودي صناعة التقدم والسعادة لبلاده وبترسيخ كل مسعى في الخارج والداخل كي تصبح السعودية تاجا من العلم والتقنية والصناعة على هامات القيادة والشعب تتألق وتمضي من مجد إلى مجد في صناعة التقدم والسعادة.