سليمان العيدي

في سباق اللقاءات التي يُجريها سمو سيدي ولي العهد خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية محطة لوس أنجلوس، تلك المحطة التي التقى خلالها عمدة لوس أنجلوس والتباحث في الشأن الاقتصادي بأشكاله المتنوعة، وما يعود على الصديقين بالانتعاش في مجالات متنوعة، كالترفيه والسياحة والثقافة،

وإذا تتبعنا رحلة الأمير محمد بن سلمان وربطها في تنوع اللقاءات ومضامينها نجدها تنحْو باتجاه رؤية المملكة 2030 التي حمل ملفاتها الأمير الشاب في أول رحلاته الخارجية وليّاً للعهد، ليقود تنمية من نوع جديد لم تكن في حسابات الشركاء الآخرين مثلْما حصل في الشرق والدول التي وقع معها اتفاقيات ومذكرات تفاهم اختلفت تماما عن محطة الولايات المتحدة الأميركية ومدنها وولاياتها اليوم في لوس أنجلوس تفتح ملفات تخصصية تخدم جانب الثقافة وصناعة الإعلام في كبريات الشركات الإعلامية التي أمضت عقودا في صناعة السينما والبرامج والمدُن الترَّفيهية،

ولعل المتابع لبرامج الرؤية يلحظ التركيز على برامج الترفيه وصناعة الثقافة بلون ونكهة مختلفة بعيدا عن المحاضرات والندوات وتقديمها بشكل آخر يقضي فيها الزائر لهذه المدن يوما سياحيا مختلفا عن ذي قبل، كزيارة مدينة ترفيهية تحاكي ديزني وأمثالها على مرَّ صناعة الترفيه، والتي وقّع من أجلْها كثيرا من الاتفاقيات التي تابعها الرأي العام، مثل برنامج الحصن، وإنشاء المدن والملاهي في القدية، وما تقوم به هيئة الترَّفيه يسير باتجاه رؤية ولي العهد الجادة خلال هذه الزيارة، كما جاء في برنامج زيارة سمو ولي العهد إلى لوس أنجلوس بحث الشأن الاقتصادي مع عدد من الرؤساء التنفيذيين لكثير من الشركات التي تَعّجُ بها المدن والولايات التي زارها الأمير محمد بن سلمان وفق جدولة مدروسة ومتابعة دقيقة لأيام الزيارة التي لم تتوقف خلال خمسة عشر يوماً حتى الآن، وهذا ما يؤكد إصرار صاحب الرؤية أن عجلة التنمية سوف تأخذ طريقها بإنشاء فرق عمل تتابع الإنجاز، وهذا ما اتضح من مناقشات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يعقد جلسات شبه أسبُوعية لمتابعة أنشطة الوزارات والهيئات التي رفعت خططها للقيادة وحرصت على تنفيذها مرحلياً، ويستمر حديثنا عن مخرجات هذه الزيارة التاريخية وكما يصَفُها المحللون بالاستثنائية، وهي أن يقوم مسؤول بزيارة يتجاوز برنامجها أسبوعين وَسَطَ جدولة عمل مكثف وزيارات ميدانية للمصانع وكبرى الشركات، إلا لمثل هذا القائد الشاب محمد بن سلمان الذي أَبَهَر صحافة العالم في هذه الجولات، وتنوع معالم التباحث بين الشركاء في مختلف تخصصات المسؤولين، وهذا يحدث لأول مرّة على مستوى الولايات المتحدة، إذ تصل قيمة هذه الشراكات المتوقعة إلى ما يفوق 500 مليار ريال في الولايات المتحدة الأميركية، ما بين شَراكات وتوطين وظائف وورش عمل، وإقامة مدن ترفيهية، وصناعة إعلام وثقافة، وسينما من نوع مختلف لم تعهده هذه الأجيال، ليؤكد سموه لجيل اليوم أن مستقبل الصناعة والتنمية والثقافة يجب أن يكون مسايرا للعصر الجديد، عصر التقنية والانفتاح على العالم، وهذا ما وعد به سمو ولي العهد خلال لقاءاته ومباحثاته، وسوف يرى جيل الغد نتائج هذه الزيارة على الوطن والمواطن في وقت تعيش فيه بلدان كثيرة حالة من الاسترخاء، لكننا في دولة السعودية نسابق الزمن على رجل وعد أن الحلم سيتحقق كثيرا هذا قريبا بإذن الله.