عبدالمحسن يوسف جمال

مقولة «العالم قرية صغيرة» بدأ الكويتيون يطبقونها.. حيث اخذ العديد من الشباب الكويتي بفكرة العمل في اي مكان من هذا العالم الفسيح.. ففي تحقيق لافت قامت القبس من خلاله بالكشف عن ان العديد من الكفاءات الكويتية آثرت العمل في دول العالم الاخرى بدلا من العمل في الكويت.. ولعل هذا الخبر له دلالته ومغزاه حين يفضل شاب كويتي حديث التخرج ترك مسقط رأسه وأهله ليهاجر الى دولة اخرى يبحث فيها عن «راحته» ومصدر رزقه.
فهل هناك اسباب لذلك؟
في البدء علينا ان نوضح ان هذه الهجرة لم تتحول الى ظاهرة بعد، انما هناك اعداد قليلة من الذين يفضلون العمل خارج بلدهم لاسباب عديدة.. بعضهم يفضل ذلك لان جامعته التي درس فيها أو احدى الشركات الكبيرة عرضت عليه العمل براتب جيد، وهو يرى في ذلك فرصة لتطوير ادائه وزيادة معرفته فيمكث هناك بضع سنوات ليرجع الى بلاده بخبرة اوسع وهو امر قد يكون مقبولا نوعا ما.
اما البعض الآخر، فيفضل الهجرة بسبب تجارب سلبية واجهها في الكويت من غياب التقدير المعنوي، وعدم انصافه في الترقي بالعمل، او قلة الامتيازات المالية، ويرى ذلك كله متوافرا في بلد اخر قد يكون خليجيا او عالميا.
ومن الملاحظ ان الدول الخليجية تستقبل بعض التخصصات الكويتية العالية من اطباء ومهندسين واكاديميين وتقدم لهم العروض السخية للعمل فيها وتسهيل الاقامة لعوائلهم والمساهمة في تعليم ابنائهم بالمجان الى نهاية السلم التعليمي.. فيما تتنافس المستشفيات الخليجية والعالمية باستقطاب الكفاءات العالية بمن فيهم مجموعة من الاطباء الكويتيين، حيث بيّن تحقيق القبس انهم الفئة الاكبر في هذه الهجرة.. كما لفت التحقيق النظر الى ان هناك بعض المحامين المهاجرين للعمل في دول اخرى.
ولا ادري اذا كان لأعضاء الحكومة ومجلس الامة اهتمام خاص للبحث بجدية عن اسباب هذه الهجرة والحد منها بايجاد بيئة عمل اكثر جذبا للكفاءات الكويتية المتخصصة قبل ان تتحول الى ظاهرة.