أحمد عبدالتواب

 ليس أمام مصر، بمتقضيات السياسة، إلا أن تمد يد العون وتبادر بالتعاون مع أى قوة فى العالم تواجه التطرف الإسلامى، سواء على المستوى الفكرى أو فى التصدى بالقوة لمن يرفعون السلاح، لأن نجاح هذه المواجهة سوف يعود على مصر بمكاسب فى معركتها الآنية التى سوف تحسم مستقبل البلاد، والتى قرر الشعب أن يخوضها، منذ 30 يونيو، لتصحيح المسار الوطنى بعد أن عملت جماعة الإخوان على الاستيلاء على مقاليد السلطة والنفوذ، بسلاح الشعوذة السياسية التى توظف الدين، وعمدت إلى تدمير ممكنات تحقيق نتائج كفاح الشعب فى ثورة يناير، وقررت أن تستمر فى ممارسة الإرهاب ضد الشعب ونظام الحكم الذى اختاره.

ولأسباب كثيرة يطول فيها الكلام، فإن أكبر استفادة لمصر كانت تتحقق إذا كان للسعودية بالذات دور إيجابى فى هذه المعركة، وقد تحقق الأمل بعد أن تبينت السعودية من تجربتها الخاصة مدى المخاطر المحدقة بها من وراء احتضان الإخوان، وأعلنت رسمياً على لسان ولى العهد الأمير محمد بن سلمان أنها تستهدف تأسيس دولة حديثة، وأن المتطرفين الذين خرجوا جميعاً من عباءة الإخوان هم أكبر عائق أمام الحداثة، وأخذ الأمير بالفعل قرارات عملية بعزل الإخوان من العمل العام، وبتحجيم الهيئة المسماة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبإبداء الجدية فى رفع قدر من القهر التاريخى ضد المرأة السعودية تحت وطأة هذا الفكر، وبإصلاح مناهج التعليم المفخخة بألغام التطرف، مع إشارات عن التسامح الدينى..إلخ.

ولكن، وللأسف، لدينا من يرتبكون أمام هذه التطورات الكبرى، ويترددون فى تأييدها، بل ويعلنون ارتيابهم، بل إن هناك من يرد بعتاب السعودية على سابق سياستها! وكأن مصر كانت منزهة عندما بزغت على أرضها جماعة الإخوان وحظيت بالرعاية عبر السنين، وكأن بعض نخب مصر لم يقترفوا الخطأ التاريخى المروِّع بتوصيل ممثل الإخوان إلى القصر الرئاسى، بل إن منهم من لا يزال يرى الإخوان فصيلاً وطنياً ويعتبرهم شركاء فى ثورة يناير، برغم أن الإخوان يؤمنون بقول أحد آبائهم الروحيين بأن الوطن حفنة من التراب العفن! كما أنهم أعلنوا رفضهم المشاركة فى الثورة بقولهم إنهم لن يسيروا وراء «شوية عيال»!.