أمين حمادة 

يستعد المخرج اللبناني إيلي حبيب للانتهاء من عمليات تصوير مسلسل «جوليا» من تأليف وسيناريو وحوار الكاتب السوري مازن طه، وبطولة ماغي بو غصن وقيس الشيخ نجيب وتقلا شمعون وجيسي عبدو ووسام صباغ وليليا الأطرش وسواهم، في تجربة ضمن الإطار الكوميدي للموسم الثاني من إنتاج شركة «إيغل فيلمز»، بما يعنيه هذا النوع من أساس في الهوية الدرامية التلفزيونية اللبنانية، على رغم كونه «مشتركاً». وتؤدي المغنية اللبنانية نانسي عجرم أغنية الشارة، من كلمات أحمد ماضي وألحان زياد برجي وتوزيع احمد ابراهيم، في خطوة تشكل رافعة إضافية في تحقيق انتشار أوسع للمسلسل المؤلف من ثلاثين حلقة، والمتوقع عرضه على شاشة «ال بي سي اي» في شهر رمضان المقبل.

يُصنف طه العمل ضمن خانة «الكوميديا الرومانسية، بسبب حضور الكوميديا في اغلب خطوطه وتفاصيله مع لمسة من الحالة الرومانسية التي تغلف علاقة البطلين «جوليا» و»عاصي»، وفق قوله في اتصال مع «الحياة». ويضيف عن التفاصيل: «جوليا» هي الشخصية المحورية في العمل، والتي تتقاطع عندها الخطوط، لكونها تعاني من حالة نفسية معينة تؤثر في محيطها الخاص كالأسرة والأصدقاء والجيران، وأيضاً على العلاقة التي تربطها بطبيبها النفسي «عاصي»».

وتجسّد بوغصن شخصية «جوليا»، في تجربة فنية مرهقة على أقل تقدير، إذ تتطلب أداء أكثر من 10 شخصيات في عمل واحد. تقول لـ «الحياة»: «أعتبره أصعب مسلسل أجسده في تاريخ حياتي المهنية، أشعر بالتعب لأنني في كل مشهد أعيش شخصية منفصلة، على رغم محاولتنا كفريق تنسيق المشاهد وما تحتاجه كل شخصية من تحضيرات وشعر ومكياج وأزياء، والأهم مزاجها وأدواتها». وتتحدث عن «جوليا» الحاضن لجميع الشخصيات الأخرى: «اعتبرها دور حياتي، حلم عمري، بل حلم كل ممثلة، ولكنت شعرت بالغيرة لو لم يكن الدور لي، لأن الشخصية مدروسة بشكل صحيح، وكل الحالات معالجة بدقة، الى جانب الجدّة فيها والواقعية».

وتتحدث عن بعض ملامح «جوليا» الدرامية: «عانت منذ كانت صغيرة، حُرمت من والدها الذي توفى، وخوف والدتها عليها من المجتمع، دفع الأخيرة لكبت ابنتها التي تمتلك طاقة عالية لا بد من إظهارها، لذا في بعض الأحيان تفرغ الطاقة في أماكن خاطئة»، موضحةً أن «التفريغ سيتمثل عبر الشخصيات الأخرى التي تتقمصها «جوليا السيئة»، كالسارقة أو الراقصة أو الشخصية الحزينة المتشحة بالسواد، وغيرها». وتضيف أن «العنصر الفاصل للشخصيات هو شخصية الدكتور «عاصي» الذي يحدث صدمة علاجية تنقلني لحالة جديدة».

ويشير الشيخ نجيب في حديثه لـ «الحياة» عن تكرر التجربة مع بو غصن للمرة الثالثة: «ماغي وأنا يجمعنا تناغم جميل، الجماهير أحسته منذ ظهورنا في ثلاثية «ليه يا بحر» خلال مسلسل «مدرسة الحب»(مجموعة من الكتاب/صفوان نعمو)، ومن ثم مسلسل «ياريت» (كلوديا مارشيليان/فيليب أسمر). اليوم نحن نحاول معاودة الاجتماع سوياً بنوع درامي مختلف، كوميدي، اجتماعي، تشويقي».

ويكشف جوانب مختلفة من شخصية «عاصي»: «طبيب نفسي يعالج الناس بطريقة مختلفة عن السائد، يحاول إخراج «جوليا» في كل مرة من الحالة التي تصيبها ويعيدها لذاتها، فتنشأ بينهما علاقة خاصة»، مضيفاً: «الشخصية بذاتها جميلة، جنونية، فيها شيء جديد لم أؤده سابقاً، والجمهور لم يرني به، لا سيما اني منذ وقت طويل لم أقدم مسلسلاً كوميدي القالب». ويشير إلى بعض ملامح الأداء قائلاً: «يمكنني القول إن الشخصية ليست كوميدية مبالغ فيها على طريقة الفارس، ولكن تعتمد على الموقف. في هذا الشق، أرى أن الناس في حاجة لما يخرجهم من جو الكآبة، وضغوط الحياة، وألم العنف الدائر».

وتشارك تقلا شمعون في المسلسل بشخصية «ديانا»، الأم الطريفة التي «تتسم بأنها غريبة، دقيقة، وحريصة على البيت الذي تملكه وتؤجره لتعيش منه، ويشكل مركز الأحداث في العمل»، وفق قولها لـ «الحياة». وتلفت إلى جانب آخر في الشخصية: «لكنها تمتلك أنوثة رغم كبر عمرها، هي فقدت زوجها عندما كانت صغيرة في السن، وقررت تربية أبنائها حتى أتى الزمن الذي عاود قلبها ليدق مرة ثانية، فتعيش حالة حب مع شخصية «رشيد» الذي يمتلك دكاناً في الحي». وتعتبر أن أكثر ما يميز «ديانا» هو أنها «على رغم دقتها، وأسلوب المراقبة الذي تتبعه، تمتلك خطوطاً غنية، وهذه سمة حلوة للممثل، من خلالها يلعب ويصدق الشخصية الدرامية المجسّد لها».