فاطمة حوحو

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان المقررة في 6 مايو القادم، تزداد جولات وزيارات المناطق للمرشحين ورؤساء اللوائح لكسب ود الناخبين وإعطاء الوعود، وإطلاق المواقف السياسية، فالماكينات الانتخابية مستنفرة ومستعدة والدولة والأحزاب والشعب غارقون في الهم الانتخابي. 


وحسب مراقبين فإن متابعة النشاط الانتخابي في الأيام الأخيرة تكشف حجم التخوف الموجود ليس من النتائج، ولكن مما بعدها ويدل على ذلك احتدام الحملات الكلامية والمعارك الإعلامية، مع ارتفاع الشكاوى من مخالفات وانتهاكات تلقي بظلها على سلامة العملية الانتخابية. 

إشكالات عميقة


قال المراقبون إن الصورة الانتخابية بعد اتضاح التحالفات ليست مؤشرا على أن الأمور موضوعة في نصابها دائما، فبين حلفاء اللوائح إشكالات عميقة في أحيان كثيرة وخلافات تتعلق بإدارة الدولة وتوزيع الحصص، وأخرى إستراتيجية تتعلق بموضوع العلاقة مع سورية وتدخل حزب الله هناك وسلاحه، والعلاقة مع الدول العربية، لا سيما الدول الخليجية، وكل هذه الأمور ستكون على الطاولة بعد الانتخابات.

ضبابية مؤتمر بروكسل 


ينشغل لبنان الرسمي حاليا بمؤتمر بروكسل المقرر عقده اليوم، ويستمر ثلاثة أيام، والذي يأتي بعد مؤتمري روما 2 وسادر 1، حيث تتوقع الحكومة اللبنانية الحصول على مساعدات سخيّة من الدول المانحة، تساعدها على الصمود أمام تحدي النزوح السوري إلى الأراضي اللبنانية. 
وأوضح مراقبون أن الجهات الدولية والأممية تؤكد أن المساعدات المنتظرة لن تكون مشروطة ولا مربوطة بتوطين لبنان للنازحين، غير أن هناك «ضبابية» إزاء ما يمكن أن يحصده لبنان في المؤتمر، لا سيما بعد التوتر الذي سُجل بين وزارة الخارجية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على خلفية بيانها الصادر في أعقاب عودة مئات النازحين من شبعا إلى بيت جن. 
وكانت منظمة «هيومن رايتس وتش» قد اتهمت 13 بلدية في لبنان بإجلاء 3664 لاجئا سوريا قسرا من منازلهم وطردتهم من البلديات، على ما يبدو بسبب جنسيتهم ودينهم، بينما لا يزال 42 ألف لاجئ آخرون يواجهون خطر الإجلاء، فيما لفتت مصادر دبلوماسية إلى أن الأمر كان طوعيا من قبل اللاجئين.

لا تنسيق مع دمشق 


أشار وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، إلى «وجود تجاذب سياسي محلي حول موضوع النازحين»، رافضا أن يحصل أي تنسيق مع النظام السوري في دمشق، الذي يقتل شعبه ويتسبب بهجرة السوريين إلى لبنان، واصفا التنسيق إن حصل كأنه «تسليم الضحية إلى الجلاد». 
ونفى المرعبي «وجود مساحات آمنة في سورية تقارب الـ70% كما يقال»، مؤكدا أن «الحكومة غير مستعدة لتحمل دماء بريئة»، محملا «المجتمع الدولي مسؤولية التنسيق مع الحكومة لتحمل مسؤولية النازحين».

عندما تنتهي المعارك 


وقال المرعبي إنه «حسب استطلاع أجرته الوزارة تبين أن 95% من النازحين يرغبون في العودة إلى سورية عندما تنتهي المعارك هناك»، متوقعا عودة موجات من النازحين السوريين مطلع الصيف المقبل إلى بلادهم. وأضاف أنه «لا يتحمل مسؤولية تشجيع أحد على العودة لعدم ثقته بالنظام ولا بالمنظمات الإرهابية، لأن كلا الطرفين يقتل الشعب السوري».

انتهاكات حزب الله 


ذكر المرعبي أن «الوفد الذاهب إلى مؤتمر بروكسل سيطالب المجتمع الدولي بالقيام بواجباته تجاه أزمة ستترك أثرها على كل العالم، سواء لجهة المساعدات الإنسانية، من دون أن يوضح إن كانت ستتم عبر الدولة»، مكررا القول إن «الحكومة لم تقم بخطة نتيجة عدم وجود اتفاق سياسة عامة للدولة». 
وحمل وزير الدولة لشؤون النازحين، حزب الله مسؤولية وجود نازحين في لبنان بسبب تدخله، داعيا إياه إلى «الانسحاب من سورية كي يعود النازحون إليها».